حوار مع عز الدين الزير: الإرهاب الإسلامي سرطان للإنسانية - الإيطالية نيوز

السبت، 7 يناير 2017

حوار مع عز الدين الزير: الإرهاب الإسلامي سرطان للإنسانية


للمرة الأولى بإيطاليا تقتل الشرطة الإيطالية إرهابيا مسلحا في تبادل لإطلاق النار بين الخير الذي تمثله الشرطة والشر الذي يمثله التونسي أنيس عمري، ذو الـ24 عاما، والذي في الإثنين 19 ديسمبر 2016 داهم بشاحنة من الحجم الكبير نوع النقل الدولي سوقا لاحتفال بأعياد الميلاد في برلين مسببا مقتل 12 شخصا ومصيبا العشرات بجروح متفاوتة الخطورة. ماذا كان يفعل أنيس في إيطاليا؟ كيف استطاع أن يصل إلى بلادنا؟ ذلك ما وضحه محققون فيما بعد. 

وبسبب الهجوم الإرهابي الذي نفذه أنيس عمري في برلين وقتله في إيطاليا فتحت أبواب السخط على المهاجرين، بما أن أنيس عمري دخل إيطاليا مهاجرا بحرا، وصوب بعض السياسيون أصابع الاتهام إلى الحكومة الإيطالية ناعتين إياها بالتراخي في حسم قضية المهاجرين غير القانونيين وترحيلهم من إيطاليا. وكان على رأس رجال السياسة الذين ألحوا على طرد المهاجرين غير القانونيين ماتيو سالفيني، زعيم الحزب اليميني المتطرف، وعزز إلحاحه "بيبّي غْريلّو"، مؤسس حركة "تْشينكوي سْطيلّي" (حركة خمس نجوم). ولدفع هذه الهجمات التي تقوي نيرانها وسائل الإعلام الإيطالية ضد المهاجرين المسلمين في إيطاليا توجه بعض الأسئلة إلى عز الدين الزير، رئيس اتحاد الجاليات الإسلامية بإيطاليا (Ucoii) وإمام بمسجد في مدينة فيرينسي.

سؤال:  «نحن الإيطاليون»؛ «بلدنا». هل يتجنب الحائط ضد الحائط؟
عز الدين: طبعا، إن أمن البلد هو أمن جميع المواطنين. أنا أحس بأنني إيطالي %100، وإلا غادرتها. أنا إيطالي ذو ديانة إسلامية.

سؤال: كيف تحس الجالية المسلمة إزاء ذلك الذي حدث للتو؟ (في إشارة إلى مجزرة أنيس عمري)
عز الدين: لنقل بطريقة هادئة جدا بأننا نحن الإيطاليون عانينا من الإرهاب في السنوات الـ 60 و الـ70 واستطعنا تجاوزه لأننا كإيطاليين كنا متحدين، كان الجميع متضامن.أما خلق الجدارات والحواجز لن يفيذ. 

سؤال: صدقت القول. مع ذلك هناك إحساس منتشر على نطاق واسع بأن المجتمع الإسلامي بإيطاليا لا يقوم بما فيه كفاية لكي يقلع نفسه من دائرة الشبهات. 
عز الدين: إن المجتمع الإسلامي بإيطاليا واضح للغاية: أصدرنا بيانا في سنة 2006 طالبنا فيه الجميع بأن يتصدوا للإرهاب بجميع الطرق، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. ذلك يتضمن أيضا عدم التزويد بأي تغطية أو مساعدة لوجيستيكية لأشخاص يشك في أمرهم.

سؤال: هل تعتقد أن هذا (البيان) يؤدي وظيفته؟ الكثير من الإرهابيين لديهم اتصالات في إيطاليا، كانوا هنا أو أصبحوا متشددين هنا.
عز الدين: لا يجب أن نقع فريسة للخلط: الكثير من الإرهابيين عبروا إيطاليا لأنها ممر ضروري للمهاجرين. لكن لا بد من القول أن الجميع يحاول تركها.

سؤال: ثم هانك حالات في التجنيد، مثل تلك التي وقعت في ميرانو
عز الدين: طبعا، لهذا السبب لدينا الثقة في القضاء. ولنتفق: لا أعتقد أنه ليس هناك مشاكل، لكن التحقيقات التي حدثت في البلاد أظهرت بأن المجمتع الإسلامي لم يتعرض للاختراق من قبل هذا السرطان الهدام للإنسانية.

سؤال: لماذا في إيطاليا ليست هناك اختراقات بينما في باقي أوروبا نعم؟
عز الدين: لأن بعد مأساة الـ 11 سبتمبر قرر المجتمع الإسلامي بايطاليا أن يتبنى طريقة الوقاية خير من العلاج: عملنا داخل المساجد، وعلينا أن نتوجه بالشكر إلى مرتادي المساجد لأنهم أظهروا بأنهم ناضجون.

سؤال: أن تصف الوضع بأنه جميل، لكن حدث أن رأى الكثير من الناس على التلفزيون حالة المساجد الموجودة تحت السلالم والتي خطبها وصلاتها تقام فقط باللغة العربية
عز الدين: كنا نحن من اقترحنا ترجمة خطب صلاة الجمعة إلى اللغة الإيطالية بعد عرضها بالعربية، ذلك من أجل تهدئة المواطنين، فهو تصرف صادر من الشعور بالمسئولية.

سؤال: هل جميع المساجد تعرض الخطب باللغتين العربية والإيطالية
عز الدين: حيث تكون هناك ضرورة نفعل. حيث يكون مصلون لا يفهمون العربية سواء إيطاليين أو أجانب.

سؤال: ومتى لا يكون ضرورة؟
عز الدين: طلبنا من أئمتنا أن يتعلموا الإيطالية حتى تكون هناك إمكانية لخلق تفاعل بين الجاليات المسلمة. والذي لم يستطع يساعده شباب للقيام بذلك، إشراك الشباب فعل رئيسي لإبعادهم عن التشدد.

سؤال: لنقف عند ذلك الذي تسمعوه في المساجد، هل تكون إيطاليا مهددة من طرف التشدد؟
عز الدين: لنكن واقعيين: ليس هناك أي بلد فيه درجة الخطر صفر، لكن نحن نستطيع ويجب أن نكون فاخورين. سياسيونا أحيانا يتحدثون كما لو أننا تعرضنا للكثير من الهجمات... قال شاعر فلسطيني:«الخوف لايمنع الموت لكنه يمنع الحياة».

سؤال: العمري، الإرهابي التونسي، في شريط فيديو قبل تنفيذ مجزرة برلين قال:«لندبح الغربيين بإذن الله» هل رب المسلمين يرخص بهذا؟
عزالدين: هؤلاء المجرمون القتلة يستعملون إسم الله عبثا. هم يريدون زرع الرعب ونحن نرفض أن نكون لعبتهم. الله لا يعطي لأحد حق قتل شخص أخر.

سؤال: هذه الكلمات بالأحرى تغدي حرب مقدسة مزعومة بين المؤمنين والكفار. وفي حملاتهم الدعائية تعتبر حتى الغرب كفار إذا صح القول
عزالدين: ليس هناك حرب مقدسة، فالحروب تبقى دائما قذرة. بكل بساطة، هناك ناس يحاولون تبرير أعمالهم الإجرامية بهذه الشعارات، وهم في الحقيقة قتلة.

سؤال: هل الإسلام دين عنف كما يقول الكثير؟
عز الدين: إلى الذي يزعم ذلك، سواء كان سياسيا أو صحافيا، أقول: اقرأوا أكثر، تعلموا أكثر. يجب أن تكون تتجلى في المرء التواضع والمعرفة..فأكثر ضحايا الإرهابيين هم المسلمون. الوضع في العالم هو تحت نظرنا، ولكي نجد له حل يجب أن نخلق فضاءات حوار ولقاءات بحرية وعدل، فالحقد لا يولد إلا الحقد.

سؤال: أنت قدمت من عبرون، في الأراضي الفلسطينية، حيث هذه الديناميكية للحقد واضحة تماما
عز الدين: لهذا السبب أقول دائما بأن كل شخص يُقتَل فهو مسئولية الجميع. وبنسب متفاوتة نحن جميعا مسؤولون عن العنف.

سؤال: كيف جئت إلى إيطاليا؟
عز الدين: قدمت إلى إيطاليا دراسة تصميم الأزياء وتوقفت: كان لدي تخصص في الملابس الداخلية للمرأة، لكن الآن أجهز ملابس من الجلد.

سؤال: النساء المسلمات، هل يجب عليهن ارتداء الحجاب؟
عز الدين: كمصم ملابس وكمسلم أظن بأنه كله نسبي: المرأة يجب أن تلبس كل ما يجعلها تشعر بالراحة.

ترجمة : لطفي شقرون