الطفلة "أمل" تعرض رائدة فضاء إيطالية إلى الشتم والتهميش الإعلامي بإيطاليا - الإيطالية نيوز

الأربعاء، 4 يناير 2017

الطفلة "أمل" تعرض رائدة فضاء إيطالية إلى الشتم والتهميش الإعلامي بإيطاليا


 الإيطاليون يحبون الجدل، ويتحدثون في كل شيء، هذا الطبع يسمى في إيطاليا "نميمة حياة"، وإذا عكستها صارت "حياة النميمة"، ولا يمكن أن تحجز على سر خاصة إذا تعلق الأمر بشخص مشهور، بل هناك مثل سائر في هذا البلد الجميل أنه إذا خرج السر من واحد، صار معروفا للجميع.

مناسبة الكلام ما حدث، عندما إنتهى إلى علم بعض الصحافة الصفراء واليمينية، بأن رائدة الفضاء الإيطالية الشهيرة والوحيدة 'سامانتا كريستوفوريتي' قد أنجبت قبل أكثر من شهر بنتا، وسمتها "أمل".

فالجميع قد تفاجأ بهذا الحدث الجميل الذي  ماكان ليخبأ في بلد 'الباباراتسي، حيث لم يعلم به أحد، وطالما جرت العادة أن تترك الصحافة الحديث عن كل شيء مهم، وتتبع كل ما يتعلق بحياة النجوم، من راقصات وراقصين، ومغنين ومغنيات، وممثلين وممثلات، ولا تترك تفصيلا صغيرا كان أوكبيرا، إلا وقلبته من كل أطرافه.

وكانت 'سامانتا كريستوفوريتي' أولى رائدات الفضاء والتي طالما كانت حديث الصحافة العالمية كثيرا خلال السنوات الماضية ،قد أهملت الصحافة والصحافة أهملتها خاصة، و ليس كل الإيطاليين يهتم بزيارة الفضاء، كما أن الرائدة العالمية ليست بمستوى جمال 'بيلين رودريغيز' الأرجنتينية الشهيرة في كل شيء إلا أن تقول شيئا مفيدا و لا 'إليزابيطا كاناليش التي إشتهرت لأنها كانت صديقة جورج كلوني الفنان الأمريكي الشهير لفترة غير طويلة.

 الحدث هو إنجاب هذه العالمة إبنة سمتها "أمل"، وهو إسم عربي لا يفهمه الإيطاليون، وربما لوكان أي شيء آخر حتى ولو كان دون مستوى أن يتداول، ولا كذلك يتناسب مع موسيقى اللغة الإيطالية.

صحيفة "ليبيرو" ذات التوجه اليميني المتطرف وضعت مقالا إستفزازيا 'الدورة العربية' يترك لكل قارئ أن يسب ويشتم في الرائدة الإيطالية، والتي لا تعيش أصلا في إيطاليا، بل في ألمانيا، وزوجها فرنسي، وربما لو ظلت في إيطاليا، لكانت رائدة في مجال آخر غير الفضاء.

'إذهبي إلى السعودية وعيشي هناك" يقول معلق ،على مقال الجريدة 'لماذا لا تقيمين في حلب؟ '' يضيف آخر، كل هذا لأنها سمت إبنتها "أمل".

ليس هذا بالتأكيد رأي كل الإيطاليين، ولكنه رأي بعض أنصار اليمين المتطرف الذي لا يفهم إلا ما يسمع، دون أن يفرق بين حلب والسعودية ،والحجاب، والمصري، والمغربي، والعربي، والمسلم ،والأسود، فكل شيء سيئ طالما ليس إيطالي، وتناسى معظمهم أن آبائهم ، لا يزالون مهاجرين في فرنسا وألمانيا وسويسرا.

 لكن الفرق أن بعض الإيطاليين ينسون ما تعرضوا له من التهميش سنوات هجرتهم، إلى بلدان أخرى، وكان الإيطالي في كثير من البلدان مضرب المثل في الشر والهمجية وكثير من المنكرات.

مبروك أمل ولا لصحافة صفراء أو يمينية، حين لا تجد ما تكتب، تسيئ إلى أمم بكاملها، لا لشيئ سوى لأن عالمة رائدة فضاء ، أطلقت على رضيعتها إسم أمل العربي، وهذا يتبث أن الإيطاليين ليسوا سواء.

المصدر: الوطن نيوز