إيطاليا، مآساة في بادوفا..فقدان العمل واليأس يدفعان أبا جزائريا إلى الانتحار رميا بنفسه من علو 20 متر - الإيطالية نيوز

الخميس، 2 يوليو 2020

إيطاليا، مآساة في بادوفا..فقدان العمل واليأس يدفعان أبا جزائريا إلى الانتحار رميا بنفسه من علو 20 متر

الإيطالية نيوز، الخميس 2 لوليو 2020 ـ وضع رجل جزائري حدا لحياته، أمس الأربعاء، بإلقاء نفسه من علو 20 متر بمحافظة بادوفا، الواقعة بإقليم فينيتو. 
ووفقا لما رواه الموقع  الإلكتروني "ماتينو بادوفا" الإخباري، واطلعت عليه الإيطالية نيوز، ألقى مواطن جزائري، حاصل على الجنسية الإيطالية، ويبلغ من العمر 54 عاما، نفسه من سطح المبنى الذي يسكن فيه ببلدة "فيغونتسا" (Vigonza)، للفرار من العذاب الذي يسببه له اليأس والإحباط نتيجة فقدان العمل من جهة، والتهديد بالإفراغ من السكن. وقد حاول من قبل وضع حد لها بإصابة بعض طعنات بطنه.
عند حضور رجال الأمن، عثروا على ورقة في جيب الفقيد يبرر فيها إقدامه على الانتحار: «لقد فشلت (أفلست)، ليس لدي لا مال ولا عمل. سامحوني!».
الإنذار
الصراخ المؤلم لأول الناس الذين رأوا الجثة ممدة على الأرض، يتردد صداهم بين المباني في أماكن غير مألوفة مثل دوار "بوسا دي فيغونزا". بجانب الرجل الذي لا حياة فيه يوجد سكين ملطخ بالدم. حسب تقرير رجال الأمن كانت الجثة مليئة بالجروح في البطن والذراعين. يبدو المشهد المؤلم كأنه مسرح جريمة، لكن الحقيقة عكس ذلك.
الورقة

عثرت شرطة كارابينييري لبلدة فيغونتسا، رفقة نظيرتها التابعة لفرقة المحققين والطبيب الشرعي، أثناء تفتيش الجثة على ورقة في جيب سروال المتنتحر. الورقة تحمل اعتذارا، نصا مكتوب لكي لا يدع شكوكا بشأن أصل الإحباط  والاكتئاب الذي حمل هذا الرجل لرمي نفسه في هاوية عالم الأموات. هذا الأب الذي ترك 3 أبناء أطفال (15، و 12 و 9 سنوات) تحدث عن الصعوبات المادية الذي كان يواجهها ولم ينجح في التغلب عليها، وعن الفشل الذي بسط ظلام سوء الحظ في حياته، بشكل أساسي لسببين: الفصل من العمل والتهديد بطرده من السكن بسبب عدم القدرة على دفع مقابل الإيجار.

العمل
لقد كان في إيطاليا مدى الحياة، عاملاً أمينًا، ولا يوجد سجل إجرامي خلفه. في نوفمبر الماضي حصل على الجنسية الإيطالية ولكن بعد شهرين، في يناير، انتهت علاقته بالعمل في معمل لتعليب الأطعمة، الذي كان يعمل فيه منذ سنوات. تبقى دوافع الفصل غير واضحة، ما هو مؤكد أنه كان يعيش منذ أشهر فقط على إعانات البطالة. ثم تعاقبت المشاكل فرادى: مع العمل غير الموجود، والمال الذي لا يكفي أبداً ، والإيجار الذي يجب تسديده، وهنا تأتي الضربة الثانية، التي ربما جعلته يفقد الثقة في الغد: الإخلاء من السكن. الفشل الإنساني والشخصي الذي قرر علاجه بوضع حد لحياته. إنا لله وإنا إليه راجعون.

القفزة

بعد ظهر أمس، بعد فترة وجيزة من تناول الغداء، تسلق سطح المبنى السكني. قبل أن يحاول التخلص من نفسه طعنا بسكين، ولكن عندما أدرك أنه لا يستطيع، رمي نفسه في الفراغ. عندما سمعت الزوجة والبنات الضوضاء في الخارج، مع سيارات الإسعاف وأصوات الناس المكتظة حول المبنى، خرجن لرؤية ما كان يحدث في الخارج، فكانت الصدمة قوية. حسرة. من بين المباني التي عتمتها عوادم السيارات، هرع شقيقه الذي يقيم في بلدة "بْروجيني"، المتروك له الآن رعاية من تبقى، على أمل أن يقوم المجتمع الإيطالي والإسلامي  بدوره.