"لاريبوبليكا" الإيطالية: "نهاية الهدنة في الصحراء الغربية، من يستغل الجائحة" - الإيطالية نيوز

السبت، 21 نوفمبر 2020

"لاريبوبليكا" الإيطالية: "نهاية الهدنة في الصحراء الغربية، من يستغل الجائحة"

 الإيطالية نيوز، السبت 21 نوفمبر 2020 ـ نشرت صحيفة "لاريبوبليكا"(الجمهورية) الإيطالية، ذائعة الصيت، مقالا حول التطورات الخطيرة بين المملكة المغربية وجبة البوليساريو، بعنوان: "نهاية الهدنة في الصحراء الغربية، من يستغل الجائحة"

وبدأت "لاريبوبليكا" المقال، الذي حررته الكاتبة المغربية «كريمة موال» (Karima Moual)، مشيرة إلى ممارسة جبهة البوليساريو للعنف في المعبر الحدودي المغربي الموريتاني وعرقلة حركة النقل الدولي فيه إرهابا ، وهي الممارسة التي وصفتها بـ"الإرهاب"، الذي تمارسه تماما الجماعات المتطرفة الأخرى (على سبيل المثال، داعش).


وحسب "لاريبوبليكا" الإيطالية، إن الإرهاب الذي تقوم به جماعة إنفصالية مثل جبهة البوليساريو يهدد الاستقرار ليس في المنطقة فحسب، ، ولكن أيضا في القارة الإفريقية، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات في أوروبا.


أضافت الصحيفة الإيطالية، لتي تعبّر عن التوجه السياسي "يسار الوسط" في إيطاليا، وتعد ثاني صحيفة يومية من ناحية الانتشار العام وأيضا من ناحية عدد المتابعين بعد "لاكورييري ديلّا سيرا"، بأن في خضم الجائحة (كوفيدـ19)، فإن خطر التقليل وعدم أخذ التوترات في النقاط الساخنة في العالم هو في حد ذاته خطر حقيقي وملموس، طبعا بالإشارة إلى حادث "الكركرات". إذن، ما حدث في الأيام الأخيرة على الحدود بين المغرب وموريتانيا، بالضبط في منطقة "الكركرات" العازلة، حيث وجد الجيش المغربي نفسه مجبرا على تدخل عسكري لفك الحصار الذي استغرق أكثر من أسبوعين على عبور الشاحنات للنقل الدولي للأشخاص من المغرب إلى موريتانيا أو عكس ذلك، على الرغم من حقيقة أن الأمم المتحدة كانت تلعب دور المراقبة منذ عقود من الزمن حتى الآن، لكنها أخيرا لم تنجح في الحفاظ على الهدوء في تلك المنطقة الساخنة.


وواصلت الصحيفة قائلة بأن ميليشيات البوليساريو قد دخلت منطقة الكركرات في الـ21 أكتوبر الماضي وعرقلت الحركة المدنية والتجارية الحرة، وهو انتهاك صارخ لوقف النار المتفق عليه مع المملكة المغربية في سنة 1991 برعاية الأمم المتحدة.


وتابعت "لاريبوبليكا" مذكّرةً بأن الوباء مستعر وهناك شخص ما (كيان ما) يحاول استغلاله مع المجازفة بإلحاق الأذى بأمن المنطقة، ما يجعل القارة الإفريقية بأكملها متضررة من ذلك، لما يترتب عليه من تداعيات أيضا في أوروبا، نظرا لكوننا نعيش في عصر يتميز بـ"العولمة"، بحيث كل حدث أو واقعة تحدث، حتى لو كانت بعيدة، دائما ما يكون لها صدى في مكان أخر، حتى لو يكون حدثا ثانويا.


وأردفت الصحيفة الإيطالية موضحة "في الواقع، يجب على المرء أن يعتقد بأن ما يحدث على حدود الصحراء المغربية هو شأن مغربي صرف، والأجدر من الدول التي ترفض الإنفصالية وتقمع المجتمعات المطالبة بالاستقلال عنها أن تنأى عن هذا الموضوع وتحاول أن تتصالح مع شعاراتها أو تعديلها حتى لا يمكن أن تُسقط عليها صفة "النفاق السياسي".


وترى "لاريبوبليكا" أن عدم الاستقرار في تلك الحدود، الذي تعرض للخطر بسبب العنف، وعدم الشرعية، وإرهاب جماعة انفصالية مثل جماعة البوليساريو- في تحد لجميع قرارات الأمم المتحدة - لا يعرض استقرار تلك المنطقة فحسب، بل سكانها المخترقون الآن من قبل إرهابيين مدربين تدريباً جيداً وتجار المخدرات وأساتذة التطرف الإسلامي المستعدين لضرب كل مكان.


وترى أيضا ما حدث مع حصار المرور والحركة المدنية والتجارية الحرة من قبل، ما أطلقت عليهم الصحيفة الإيطالية "لاريبوبليكا"، انفصاليي البوليساريو وانقطاع الاتصالات بين الحدود المغربية وموريتانيا والاستفزازات المستمرة ضد أعضاء بعثة الأمم المتحدة، تشكّل انتهاكًا لاتفاقيات وقف إطلاق النار وانتهاكًا صارخا للفقه الدولي ولا سيما قرارات مجلس الأمن الخمسة الأخيرة. كما هي إشارة تحذير يجب أن تؤثر أيضًا على إيطاليا.


وأردفت الصحيفة قائلة بأن المغرب والشعب المغربي مسالمان وبالتأكيد لا يريدان الحرب بل أن تسود العدالة والقانون. مسار جرى اتّباعه منذ عقود على الرغم من الاستفزازات والعنف والقيود والحرمان التي تشكل النزاع ـ الذي تقوم به مجموعة صغيرة من الانفصاليين ولكن تدعمهم وتسلّحهم دولة مجاورة، الجزائر ـ على إقليم الصحراء المغربية التي لا يريد البلد والمواطنون المغاربة حرمانهم منها، وسيحاولون، ببصيرة وسلاح القانون الدولي الوحيد، جعلها تسود باسم التمدّن وضد الهمجية.


هذه الرؤية معترف بها في البلاد في مسارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ما جعلها أكثر الدول استقرارًا في المنطقة. دولة على الرغم من حدودها تنمو  فهي في حركة وتطور مستمر في جميع القطاعات.


وتحسرت صحيفة "لاريبوبليكا" عن موقف الجمهورية الإيطالية من هذه القضية، فقالت: "لسوء الحظ، تستمر إيطاليا في أخذ السرد العاطفي والمتشدد المؤيد للبوليساريو، والذي يفتقر إلى الموضوعية وقبل كل شيء إلى البيانات والحقائق والقرارات الدولية المكتوبة التي تخبر بوضوح العملية الجارية، ويمكن الوصول إليها بسهولة للحصول على فكرة متوازنة عن الملف الشائك عن "الصحراء المغربية" التي حررها حشود غفيرة من المواطنين المغاربة في مسيرة خضراء مخاطرين بأرواحهم من أجل تحرير التراب الوطني الذك آنذاك محتلا من قبل إسبانيا، كما عليه اليوم مدينتي سبتة ومليلية، شمال المملكة."


ونقلت الصحيفة الإيطالية عن السفير المغربي في إيطاليا، «يوسف بلا»، قوله: "إن الأعمال الاستفزازية الخطيرة الأخيرة على يد البوليساريو هي في الواقع محاولة فاشلة لإخفاء التمرّد العميق الذي اندلع داخل الميليشيات التي اضطرت لمواجهة القلق والاحتجاج المتزايد من قبل السكان في مخيمات "تندوف"، الغاضبين من الوعود الكاذبة والاستغلال. فدعاة الاستقلال الذين استمروا لمدة 40 عامًا دفُنوا، منذ عام 2000، بقرارات الأمم المتحدة. ونعلم أن المحتجزون في تندوف، على الأراضي الجزائرية،  يحتجون من أجل حياة كريمة وقبل كل شيء للهروب من جحيم المخيمات والعودة إلى أرضهم في الصحراء المغربية".


أخيرا، يقول السفير المغربي في روما، كما نقلته "لاريبوبليكا": "إن ما حدث في "الكركرات" يمثّل ورقة توت لإخفاء هزيمة جبهة البوليساريو تحت ضربات قرارات الأمم المتحدة، وأخيراً 2548 التي أكدت بشكل قاطع "الحل" السياسي "باعتباره الطريقة الوحيدة لحل الجدل المصطنع الذي نشأ حول الصحراء الغربية المغربية."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق