وقالت "هسبريس" إن الوثيقة أعادت "العلاقات التاريخية بين اليهود والمغرب إلى الواجهة بعد استئناف العلاقات الرسمية بين الرباط وتل أبيب". وأشارت إلى أن هذه الفكرة ظهرت قبل "تبلور فكرة نقل يهود العالم إلى فلسطين".
وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن «هرتزل» ”روّج لوثيقة سرية وغامضة لـ [خطة المغرب]، أقل شهرة من [خطة أوغندا]، التي تركزت على توطين اليهود الروس في وادي الحصان، جنوب غرب المغرب.“
تعد خطة توطين اليهود في أوغندا جزءًا من مناهج التاريخ للمدارس الإسرائيلية، ولكن لا يُعرف الكثير عن خطة هرتزل البديلة لتوطين اليهود الروس في المغرب. وقد عالج هذا الأمر في رسالة غامضة كتبها عام 1903. أدت وفاته المفاجئة بعد عام إلى تعليق الخطة وحفظها في الأرشيف.
تعزيزا لهذا الموضوع، أفاد الموقع الإلكتروني الممثل لقناة الأخبار التلفزيونية الإسرائيلية (i24news)، الناطقة بالعربية، والتي تستهدف المجمتع العربي، بأنة في أبريل 1903، قدّم «جوزيف تشامبرلين» (Joseph Chamberlain)، وزير المستعمرات البريطاني، عرضا لـ«هرتزل» لتوطين اليهود في شرق إفريقيا البريطانية وتحديدا كينيا، واشتهر الاقتراح في الخطاب الصهيوني بإسم "خطة أوغندا"، إلا ان «هرتزل» رفض الاقتراح بشكل قاطع على أساس أنه "فقط لأرض إسرائيل يشتاق اليهود".
وتابع الموقع الموقع الإسرائيلي قائلا بأن قبل ذلك بأيام قليلة، اندلعت أعمال شغب بحق "يهود كيشينيف" في روسيا، و«هرتزل» كان أكثر إصرارا وإلحاحا من أي وقت مضى على تعزيز قضية الوطن القومي. وقدّم خطته في المؤتمر الصهيوني السادس بمدينة "بازل"، في سويسرا، وانقسمت الحركة الصهيونية في حينه بسبب معارضة مقترح الدولة المستقلة في أوغندا كملاذ مؤقت. واتخذ القرار على رغم امتعاض العديد من النواب وأثار عاصفة من المشاعر وانتقاد لاذع لـ«هرتزل»، وبعدها حظي المؤتمر السادس بتسمية "مؤتمر الدموع"، وفي المؤتمر السابع، بعد عام، تم رفض اقتراح أوغندا.
وأوضح الموقع الإسرائيلي، بأنه بعد المداولات التي طرحت في الكونغرس فكر «هرتزل» بتقديم موقع آخر للدولة اليهودية، منطقة وادي الحصان في جنوب غرب المغرب في 20 يوليو 1903 قبل شهر من انعقاد المؤتمر.
للرد على هذه الإدعاءات بشأن هذه الوثيقة المستترة، التي لم تراها حتى الآن عين جهة إعلامية معينة، قال «سيرج باردوغو» (Serge Berdugo) - من مواليد مدينة مكناس. سياسي مغربي يهودي مقيم في مدينة الدار البيضاء، يشغل منصب أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب. سبق له أن كان وزيراً للسياحة في المغرب بين سنوات 1993 و 1995 في عهد الملك «الحسن الثاني» - إنه "لم يعلم بهذه الخطة، دولة يهودية في المغرب؟ لأول مرة في حياتي أسمع مثل هذا الشيء الجنوني. لم يسمع أحد هنا بهذا الاقتراح الوهمي. عائلتي في المغرب منذ عام 1492، منذ الترحيل من إسبانيا أعرف كل القصص التي رويت، لكني لم أسمع مثل هذه القصة من قبل".
قال «يعقوب هاجويل» (Yaakov Hagoel)، رئيس "المنظمة الصهيونية العالمية" (WZO)، لصحيفة يديعوت أحرونوت: ”كان هناك تركيز كبير جدًا من اليهود هناك، سواء في المغرب أو في شمال إفريقيا بشكل عام. يجب أن يكون مفهوما أن هِرْتزل كان رجلا براغماتيا لقد رأى مشكلة مع اليهود المضطهدين الذين يعانون من العنف بشكل رئيسي في أوروبا الشرقية، ورأى أن المغرب لديه مجتمع يهودي مزدهر مع مراكز يهودية نشطة “.
قال البروفيسور «جوزيف شيتريت» (Joseph Chetrit)، من قسم الأدب العبري والأدب المقارن في جامعة حيفا، إن خطة المغرب قدّمها لأول مرة شقيقان كانا ناشطين معروفين في الحركة الصهيونية في ذلك الوقت، «باروخ» (Baruch) و«يعقوب موشيه توليدانو» (Yaakov Moshe Toledano). ”تحدّث باروخ مع هِرتزل قبل أشهر قليلة من وفاة الأخير في سنة 1904، ثم ناشد الحاخام الفرنسي «فيدال» بمدينة فاس، المقرَّب من النظام الملكي والحكومة المغربية، لإنشاء منطقة مستقلة لليهود في وادي الحسن“.
وأشار «شيتريت» إلى أن الحاخام «فيدال»، الذي كان ضليعا في السياسة المغربية، كان يعلم أن هذه خطة مزيّفة لا تأخذ الوضع الداخلي في البلاد في الاعتبار. ”حفيده في إسرائيل الذي يحمل اسمه هو من عثر على الوثيقة ونشرها لأول مرة“.
مواد إضافية:
- قائمة حاخامات اليهود في المغرب من القرن الـ15 إلى القرن الـ20
- إسرائيل والمغرب: تعاون متجذر في التراث، عينات ليفي
- جذور الدولة اليهودية، صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية
- البعثة الدبلوماسية الإيطالية بالخارج تحتفل بالأب الروحي لدولة إسرائيل
ـ مساهمة منظمة يهود العالم في تثبيت حقوق اليهود في المغرب (1956ـ1961)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق