المهدي بن عطية ينقذ موسمه المتواضع ويهدي فوز معنوي للسيدة العجوز - الإيطالية نيوز

الأحد، 7 مايو 2017

المهدي بن عطية ينقذ موسمه المتواضع ويهدي فوز معنوي للسيدة العجوز



استغل اللاعب المغربي المهدي بن عطية فرصة كبيرة لفائدته عندما حل ضيفاً على قناة " RAI2" الإيطالية للإدلاء بتصريحات بعد نهاية مباراة "ديربي لامولي طورينو" ، التي انتهت بنتيجة التعادل الإيجابي واحد مقابل واحد. وكان اللاعب المغربي قد سمع من داخل كواليس الاستوديو عبارة شتم ذات طابع عنصري تنعته ب " ماروكينو دي م...". ، ما جعل بن عطية لم يفوت الفرصة واستفسر حول الشخص الذي أصدر هذه العبارة قائلا: " من تكلم من الوراء...من قال هذا.."، وأحرج بذلك في الدرجة الأولى الصحفية ومقدمة البرنامج " صابرينا غالدولفي" التي لم تحسن التصرف فاستفسرت حول ما كان يقصده اللاعب المغربي بكلامه، بل بادرت فقط إلى تبرئة نفسها وضيوفها وعزت تلك العبارات العنصرية والشتائم التي تردد صداها بقوة داخل رأس بنعطية إلى احتمال وجود خلل تقني يعيق إمكانية الاتصال، وقالت أنها غير مسؤولة عن تلك العبارات التي وجهت له.." . ووفقا لردة فعل الصحفية، أكدت "غالدولفي"بطريقتها أنها سقطت فيما كانت تريد النجاة منه. المهدي سمع لوحده تلك الشتيمة، التي في غالب الأحيان، تفوه بها أحد ضيوفها في الاستوديو.


ولنفترض جدلاً أنه لو قامت الصحفية باستفسار المهدي عن طبيعة الكلام الذي التقطه أذناه لكان ذلك في صالحها، ولربما نجحت في تبرئة الاستوديو وتكذيب اللاعب المغربي، خصوصا أن الصوت لم يسمعه أحد من المشاهدين. وزاد الأمر سوءا ارتباكها ، ليطرح السؤال نفسه، كيف عرفت أنه سمع تلك الكلمات إن لم تكن سمعتها هي بنفسها في الاستوديو من قبل أحد الضيوف؟.

وتواصلت أشكال العنصرية في إيطاليا خلال مباراة الديربي بين طورينو ضد يوفنتوس، عندما وصف بعض إلتراس اليوڤي مدرب طورينو " ميخايلوڤيتش" بالغجري في مباراة عرفت حرب كلامية واسعة حول لجنة التحكيم التي وجهت لها اتهامات من أطراف كبيرة في إيطاليا تفيذ انحيازها لفائدة فريق السيدة العجوز.
من المحتمل أن تأخد قضية المهدي بن عطية أبعاد خطيرة، وقد يكون أول ضحاياه من داخل القناة نفسها، ولربما الصحفية ومقدمة البرنامج " صابرينا غالدولفي"، خصوصا أن الحادث يأتي بعد أسبوع ساخن من أشكال العنصرية التي عرفتها إيطاليا مؤخراً، بدأً بلاعب بيسكارا الغاني "مونتاري" الذي تعرض للعنصرية من قبل جمهور كالياري، وغادر حينها الملعب محتجاً على الحكم الذي طلب منه التدخل أو إنهاء المباراة، لكن هذا الأخير بدل إسكات العنصرية قام بتوجيه البطاقة الصفراء ل "مونتاري"، الشيء الذي أدى إلى ردود أفعال قوية داخل وخارج إيطاليا، إذ وصل صداها إلى مقر الأمم المتحدة التي أدانت الحادثة التي تكلم عنها العالم بأسره. كما شهد الأسبوع كذلك عبارات أخرى مقززة سببت غضب كبير لدى جمهور فريق طورينو عندما تم اكتشاف كلمات نائية مكتوبة بالقرب من حادث الطائرة الشهيرة التي سقطت بمنطقة " السوبرغا" في سنة 1948 تسخر من موتى وضحايا الحادث، ما دفع مسؤولو اليوڤي، وعلى رأسهم الحارس الكبير " لويدجي بوفون"، إلى إدانة هذا العمل المشين معتبرا أن منفذه لا يمثل الفريق ولا صلة للفريق به.

وربما، قد تكون قضية بنعطية بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير والتي قد ترمي بثقلها إلى أعلى درجة قد تدفع المسئولين في السياسة والقضاء والرياضة بإيطاليا إلى اتخاذ قرارات وتبني قوانين صارمة اتجاه العنصرية، بالأخص أن البلد دائما مايتم اتهامه بالتقصير اتجاه المهاجرين الأجانب والصورة السيئة التي تخيم على الوضع العام.
سيعمل بدون شك فريق اليوڤي إلى توظيف هذه الفرصة لصالحه وترويجها أخلاقيا عبر العالم لربح مشجعين وأصوات جديدة خصوصاً أنه سيكون مرشحا كبيرا لخوض نهائي تشامبيانز ليغ.
كما يبدو أن نادي اليوڤي لن يفوت هذه الفرصة الذهبية التي قدمت له وقد يسجل نقاط معنوية كبيرة ضد الأندية الإيطالية الأخرى التي تتهمه غالباً بالفساد داخل كواليس الرياضة والتحكيم والمافيا، آخرها التحقيق الذي فتح ضد رئيسه " أندريا أنييلي " تتهمه بالتورط في علاقة مشبوهة مع مافيا " اندرانغيطا" واختراقها لألتراس الفريق.