يحيى صوربيلّو: "إسرائيل تدعم حفتر للاستحواد على صفقات البترول في ليبيا" - الإيطالية نيوز

الأحد، 19 أبريل 2020

يحيى صوربيلّو: "إسرائيل تدعم حفتر للاستحواد على صفقات البترول في ليبيا"

الإيطالية نيوز، الأحد 19 أبريل 2020 ـ بينما تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية على وجه السرعة إلى وقف العنف في ليبيا، تُقدّم إسرائيل الأسلحة والتدريب للموالين للجنرال "المتمرد" عن المجمتع الدولي خليفة حفتر. أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، يوم الخميس الماضي، ما يسمى الجيش الوطني الليبي الحفتري، بسبب "القصف العشوائي للعاصمة طرابلس بالصواريخ، التي سقط الكثير منها في أحياء مدنية، ما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا".

منذ عام 2014، انغمست ليبيا في حرب أهلية أشعلتها عدة قوى أجنبية. على الصعيد الميداني، تعارض حكومة الوفاق الوطني (GNA) المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، ضد الإدارة المتنافسة في طبرق، المتحالفة مع الجنرال حفتر. في أبريل 2019، قاد ضابط "المتمردين" هجومًا عسكريًا لغزو طرابلس، ولكن تم إيقاف قواته خارج المدينة. وتقول الأمم المتحدة إن مئات الأشخاص قتلوا منذ بدء الهجوم وفر أكثر من 200 ألف شخص.

ليبيا تسع سنوات من الفوضى والتدخل
سقطت ليبيا في حالة من الفوضى عام 2011، عندما أدت انتفاضة شعبية وتدخل حلف شمال الأطلسي إلى طرد القذافي. حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، كان معروفًا بأنه قريب جدًا من وكالة المخابرات المركزية خلال منفاه في عهد القذافي. ليس من المستغرب أن تفضله إدارة الرئيس دونالد ترامب، على الرغم من أنه يدّعي دعم جهود السلام الدولية. ويحتفظ "الملف" الليبي بوكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد التي تنسق عملياتها وسياساتها مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

محور الشر يستهدف ليبيا
يغذي الصراع التدخل الأجنبي المكثف والإمداد المستمر بالأسلحة في انتهاك صارخ لجزاءات الأمم المتحدة وحظر الأسلحة. دور حفتر هو نتيجة المحور الذي تم إنشاؤه في السنوات الأخيرة، ويتكون من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل.

العلاقة الإسرائيلية أقل شهرة ولكنها مهمة للغاية، لأنه مع استمرار الحرب، تظهر تل أبيب اهتمامًا أكبر بالدولة التي تمزقها الحرب في شمال إفريقيا. دفعت الإمارات العربية المتحدة للنظام الإسرائيلي لتسليم نظام صواريخ مضاد للطائرات متقدم إلى "المتمردين" الليبيين تحت قيادة حفتر.

إن كل هذا الدعم ليس مجانيا، ومساعدة قوات حفتر على غزو العاصمة الليبية والإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليًا يخفي أهدافا قد تترجم في المستقبل، في حاله بلوغها، إلى صناعة شعب ليبي خانع داخليا بينما حكامه يلعقون أحذية مؤيديهم للحفاظ على كراسيهم، تماما كما يحدث الآن في بعض الدول العربية إن لم نقل كلها، حيث يعتبر كل شيء له قيمة إلا المواطن. تلقى حفتر وميليشياته الدعم من عدد من الأنظمة التي يعتبر قادتها القائد البديل الوحيد لليبيا. في الواقع، تحاول أنظمة إسرائيل ومصر وفرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إقامة نظاما عسكريا على الطراز المصري والجزائري في ليبيا، بعد سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي.

ليبيا تسع سنوات من الفوضى والتدخل
سقطت ليبيا في حالة من الفوضى عام 2011، عندما أدت انتفاضة شعبية وتدخل حلف شمال الأطلسي إلى طرد القذافي. حفتر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية، كان معروفًا بأنه قريب جدًا من وكالة المخابرات المركزية خلال منفاه في عهد القذافي. ليس من المستغرب أن تفضله إدارة الرئيس دونالد ترامب، على الرغم من أنه يدّعي دعم جهود السلام الدولية. ويحتفظ "الملف" الليبي بوكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد التي تنسق عملياتها وسياساتها مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.

بين عامي 2017 و 2019، التقى مبعوثو الموساد في مناسبات عديدة مع حفتر في القاهرة ودرّبوا بعض ضُبّاطه على تكتيكات الحرب وجَمْع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، بالإضافة إلى تدابير السيطرة والقيادة. كما ساعد الموساد قوات حفتر على شراء معدات الرؤية الليلية وبنادق قنص. التواطؤ يوضح الديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة والتي دفعت العديد من الدول العربية لتجد نفسها في  القارب نفسه مع إسرائيل.

لقاءات بين حفتر وإسرائيل
في عامي 2015 و 2016 ، التقى حفتر "سراً" مع عملاء الموساد في الأردن. وأخبر مَصدَر عسكري صحيفة "العربي الجديد" أن الجيش الإسرائيلي بدأ غارات جوية على ليبيا دعماً لقوات حفتر أثناء شنهم هجومهم على طرابلس عام 2014.

وبحسب العربي الجديد ، عقد حفتر اجتماعاً آخر في عمان العام الماضي "لتعميق التنسيق الأمني ​​بينه وبين إسرائيل". سعى حفتر إلى وجود إسرائيلي أقوى في جنوب ليبيا. وبحسب ما ورد وعد حفتر إسرائيل بإقامة "مراكز آمنة" في الصحراء الليبية. علاقته بإسرائيل هي من خلال أورين حزان (Oren Hazan)، عضو حزب الليكود الإسرائيلي ذو الجذور الليبية. في مايو الماضي، نشرت قناة الجزيرة تحقيقا كشف عن دعم إسرائيلي لهجوم حفتر على طرابلس.

قامت شركة مشتركة بين الإمارات وكازاخستان، ريم السفر (Reem Travel)، بتسجيل طائرة باسمها حلقت بين مصر وإسرائيل والأردن قبل وصولها إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الليبي في ليبيا قبل وقت قصير من بدء هجوم حفتر، بحسب تقارير من التلفزيون القطري. الدعم الإسرائيلي لحفتر يقود إسرائيل إلى انحياز أكبر بحكم الأمر الواقع مع الدول العربية التي تدعم قائد "المتمردين". كما تساعد فرص تأمين الأموال من خلال مبيعات الأسلحة المربحة في تفسير اهتمام إسرائيل بدعم حفتر.
إسرائيل والموارد الليبية
لقد كسبت إسرائيل مليارات الدولارات من بيع الأسلحة واستئجار مستشارين عسكريين إسرائيليين لعدة دول متضررة من الحروب في أفريقيا. موارد ليبيا الطبيعية هي أيضا عامل. في البحث المستمر عن الحلفاء الغنيين بالنفط لبيعه، قد تتوقع إسرائيل تأمين الوصول إلى النفط الليبي بعد دعم حفتر في الحرب الدائرة في البلاد.

الموقع الأصلى: il faro sul mondo
كاتب المقال باللغة الأصلية. Yahya Sorbello
مترجم المقال إلى العربية: حسن أمحاش