«أليسَّاندرو أورْسيني»: الإعلام الإيطالي بين الانحياز والتضليل في تغطية الصراع الإيراني–الإسرائيلي - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

«أليسَّاندرو أورْسيني»: الإعلام الإيطالي بين الانحياز والتضليل في تغطية الصراع الإيراني–الإسرائيلي

«أليسَّاندرو أورْسيني»: الإعلام الإيطالي بين الانحياز والتضليل في تغطية الصراع الإيراني–الإسرائيلي

الإيطالية نيوز، السبت 21 يونيو 2025 – منذ اللَّحظات الأولى للتصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران، اتَّخذت وسائل الإعلام الإيطالية الكبرى موقفًا منحازًا بوضوح لصالح الطرف الإسرائيلي، راسمةً صورة مهيمنة لإسرائيل مقابل نظام إيراني مترنِّح، على وشك الانهيار. هذه الرواية، التي تكرَّرت بتنسيق شبه موحَّد في التلفزيون، الصحافة والإذاعة، لم تكن وليدة التحليل الموضوعي أو التحقُّق المهني، بل جاءت نتيجة ارتباط عضوي بين الإعلام الإيطالي والنخب السياسية الغربية، وعلى رأسها واشنطن.


وبأساليب متقَنَة في التأثير على الرأي العام، جرى تضخيم القدرات الإسرائيلية والتقليل من قدرات إيران الدفاعية. من ذلك، مثلًا، الادِّعاء المتكرِّر بأنَّ إسرائيل دَمَّرت "%100 من الدفاعات الجوية الإيرانية" — تصريح نُسب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» من دون أي تحقُّق مستقل. لكن الوقائع على الأرض سرعان ما كشفت زيف هذا الطَّرح، إذ أنَّ مجرَّد التردُّد الأميركي في الانخراط المباشر في ضرب أهداف إيرانية، مثل "منشأة فوردو" النووية المحصَّنة، يعكس المخاوف الحقيقية من قدرة الدفاعات الإيرانية على التصدي لهجوم جوي، وربَّما إسقاط طائرات متقدِّمة التكنولوجيا.


الاجتماع الأخير في جنيف، حيث أعلن الجانب الإيراني عن تمسُّكه بمواصلة تخصيب اليورانيوم لأهداف سلمية، أتى ليدحض رواية أن إيران خضعت للضغط العسكري. لو كانت إسرائيل قد حقَّقت فعلًا ما تَدَّعيه، لكانت طهران قدَّمت تنازلات ملموسة على طاولة التفاوض. على العكس، جاءت تصريحات الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لتؤكِّد حقَّ إيران في امتلاك برنامج نووي سلمي، ما يعزِّز قراءة أنَّ الموقف الإيراني لم يتزحزح قيد أنملة.


وفي المقابل، يواجه الجيش الإسرائيلي معضلة حقيقية: مخزونه من الصواريخ الاعتراضية بات على وشك النَّفاد، ما يضع تل أبيب أمام حسابات زمنية حرجة. من دون تدخل مباشر من الولايات المتحدة، تبدو فرص إسرائيل في تحقيق نصر حاسم ضئيلة، وربَّما معدومة.


لقد سبق لي، في حديث لقناة Rete 4 بتاريخ 15 أبريل 2024، أن حَذَّرتُ من وهم التفوُّق الإسرائيلي في حال المواجهة المباشرة مع إيران. واليوم تؤكِّد التطوُّرات أنَّ تلك التقديرات كانت صائبة: في سيناريو "واحد ضد واحد"، تميل الكفَّة لصالح طهران، مهما حاولت وسائل الإعلام تسويق العكس.


ما يجري ليس مجرَّد خطأ في التَّقدير، بل أزمة عميقة في مصداقية الإعلام الإيطالي. وقد أَفردتُ لهذا الموضوع فصلًا كاملًا في كتابي الأخير، حيث أشرح بالتفصيل الآليات التي تستخدمها بعض المؤسَّسات الصحفية لتوجيه الرأي العام في قضايا السياسة الدولية.


ولمن يهاجمونني شخصيًا، أقول: التَرَوِّي والتفكير النَّقدي أنفع من الشتائم. القضايا الجيوسياسية لا تُدار بالحماسة، بل بالفهم والتحليل المتَّزن.


المصدر: فايسبوك (الحساب الرسمي لـ «أورسيني»)

سيرة ذاتية مختصرة
أليسَّاندرو أورْسيني، كاتب مقالات وأستاذ جامعي وخبير في الجغرافيا السياسية الدولية، اشتهر ببرامج تلفزيونية مثل "بياتسا بوليتا" و"كارتابيانكا". وُلد في نابولي في 14 أبريل 1975، وخلال سنوات دراسته، نما لديه شغف بالسياسة والقضايا الاجتماعية. درس علم الاجتماع في جامعة "لاسابيينسا" في روما، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة "روما تري"، وقضى فترة كباحث زائر وعضو مشارك في مركز الدراسات الدولية بكلية MITبين 2011 و2022.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا