لم يستسغ فكرة أن تذهب طفلته إلى المدرسة، وأن تتعايش مع أطفال إيطاليين. ولم يتحمل أن تعيش زوجته السابقة من دونه. لكي يمنع حدوث كل ذلك، جاء ليراقبهم بسيطرة لا نظير لها، بل ذهب الأمر إلى حد التهديد بحرقهما باستخدام الغاز.
أحداث هذه القصة المؤسفة دارت في أوديني بإقليم فريولي، شمال إيطاليا، وبطلها مهاجر مغربي عمره 48 عاما، اسمه محمد. كان الرجل قد قدم إلى إيطاليا من أجل العثور عن عمل، وما إن استوت أموره وتحسنت جلب زوجته التي تصغره بنحو 12 سنة، وطفلته الصغيرة. كان حلمهما تحقيق حياة جديدة ومستقبل أفضل في مدينة أوديني جنبا إلى جنب مع راعي الأسرة الصغيرة. وقد سارت الزوجة بخطى سريعة في التأقلم مع البيئة الإيطالية وتقاليدها وعاداتها، الشيء الذي أثار إنتباه الزوج الذي بدأ يتشدد في دينه في الأيام الأخيرة. بدأ محمد، حسب ما نقلته صحيفة ميسادجيروفينيطو يوبخ زوجته على أنها مالت كثيرا إلى العيش على الطريقة الإيطالية، فتكرر الشجار طويلا لنفس السبب.
وقد اضطرت الشرطة (الكارابينييري) للتدخل بين الزوجين لوضع حد لشجارهما والوقوف على أسبابه، فقال محمد: سوف تدفعين الثمن، وسترين ماذا سأفعل لك". وتوالت مكالمات التهديدات بنفس النبرة. وسبق لمحمد، دائما حسب أقوال الزوجة، أن هددها في إحدى ساحات مدينة أوديني، بأن قال لها أمام الملأ:" سأحرقكما بالغاز أنتما الإثنتين. تذكي جيدا ماذا فعلت، لن أفوت لك ذلك أيتها العاهرة". كما قال لإبنته في إحدى المرات بينما كان يقود دراجته الهوائية:" افعلي ما يروق لك، فأن لاست خائف من الكارابينييري، أنت لست إبنتي". بالإضافة إلى كل هذه التهديدات أطلعت الزوجة الشرطة على سلسلة الرسائل النصية التي تلقاها هاتفها من زوجها، وهي رسائل تهديد ووعيد وقسم على إيداء الطفلة.
