وجاء هذا الاتِّهام خلال لقاء مباشر على الهواء، وصفته وسائل إعلام أميركية بأنه أقرب إلى "كمين دبلوماسي"، مشيرةً إلى تشابهه مع اللقاء الفاشل الذي جمع ترامب في فبراير الماضي بالرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، والذي اتَّسم بطابع تصادمي مماثل.
حملة أميركية ضد حكومة جنوب أفريقيا
وتندرج هذه التصريحات ضمن حملة متصاعدة من إدارة «ترامب» ضد حكومة جنوب أفريقيا، تستند إلى نظريات غير مثبَتة عن استهداف البيض في البلاد.
واتَّخذت واشنطن بالفعل خطوات تصعيدية، بينها تعليق المساعدات الإنسانية لجنوب أفريقيا، ومنح صفة اللَّاجئ السياسي لعدد من "الأفريكانر". وكان أول 59 لاجئًا من هذه الفئة قد دخلوا الأراضي الأميركية في 12 مايو الماضي.
ويُعتقَد أنَّ رجل الأعمال المثير للجدل «إيلون ماسك»، وهو من أصول جنوب أفريقية ومن أبرز مستشاري «ترامب»، كان من المحرّكين الرئيسيين لهذه الحملة، نظرًا لاهتمامه بالقضايا المتعلِّقة بالأقلِّية البيضاء في بلاده الأصلية.
ترمب الغبي يدافع عن هولوكست إسرائيل في غزة عبر محاولة احراج رئيس جنوب افريقيا بعرض مقاطع فيديو تتعلق بمزاعم إبادة جماعية في بلاده
— الرادع المغربي 🇲🇦🔻🇵🇸 (@Rd_fas1) May 21, 2025
واكد رئيس جنوب افريقيا ان بلاده لن تتراجع عن الدعوة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية pic.twitter.com/CEhhPdAL8x
من أجواء ودية إلى توتر علني
اللِّقاء الذي كان يُفترَض أن يسهم في ترميم العلاقات الثنائية، بدأ بأجواء ودِّية نسبيًا، حيث تحدث الزَّعيمان عن مواضيع غير رسمية مثل رياضة الغولف. وبهذه المناسبة، أحضر "رامافوزا" معه نجمي الغولف الجنوب أفريقيين «إرني إيلس» و «ريتييف غوسن»، وقدَّم لـ «ترامب» كتابًا عن هذه الرياضة المفضَّلة لديه.
لكن الأجواء تغيَّرت بشكل جذري عندما طلب «ترامب» من مساعديه خفض إضاءة المكتب البيضاوي لعرض مقاطع فيديو أمام ضيفه الجنوب أفريقي.
فيديوهات مثيرة للجدل
ظهر في الفيديو الأول «جوليوس ماليما»، زعيم حزب المعارضة الجنوب أفريقي "المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية"، وهو يؤدِّي أغنية مثيرة للجدل تدعو إلى «إطلاق النار على البوير» – في إشارة إلى المزارعين البيض من أصول "أفريكانر".
أما الفيديو الثاني، فكان يُظهر صفوفًا من الصُّلبان البيضاء على جانب طريق ريفي في جنوب أفريقيا، وقال «ترامب» إنها تمثِّل مقابر لمزارعين بيض «قُتلوا على يد الحكومة». إلا أن مصادر مستقلَّة أكَّدت على أنَّ تلك الصُّلبان وُضعت في عام 2020 كجزء من احتجاج رمزي، إثر جريمة قتل مزدوجة راح ضحيتها زوجان من المزارعين في إقليم «كوازولو ناتال»، شرق البلاد.
رد فعل «رامافوزا» لم يُعلن بعد
حتى الآن، لم يصدر عن الرئيس «رامافوزا» أو حكومته ردُُّ رسميُُ على ما جرى خلال اللِّقاء، في وقت تتصاعد فيه المخاوف من تدهور إضافي في العلاقات بين "واشنطن" و "بريتوريا"، على خلفية هذه الادِّعاءات المثيرة للجدل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق