انتهاكات محتملة بعد الاتفاق
رغم الإعلان عن الاتِّفاق، أفادت وكالة "رويترز" بأن دوي انفجارات ورصدًا لطائرات نن دون طَيَّار سُجِّل في مدينتي "سريناغار" و"جامو" الواقعتين ضمن "كشمير" الهندية، ما يشير إلى انتهاكات محتملة لبنود الاتِّفاق بعد ساعات قليلة فقط من دخوله حَيِّز التَّنفيذ.
تبادل للاتهامات وسط غموض
وفي خضم حالة من الغموض الميداني، تبادل الطَّرفان الاتِّهامات بشأن خرق وقف إطلاق النار. فقد حمّل نائب وزير الخارجية الهندي، «فيكرام ميسري»، باكستان مسؤولية الانتهاكات، بينما نفت "إسلام آباد" الاتِّهامات، مؤكِّدةً على التزامها بالاتِّفاق. ولم تُحدَّد حتَّى الآن الجهة المسؤولة فعليًا عن خرق الاتِّفاق أولًا.
خسائر متضاربة ومعلومات غير مؤكدة
المعلومات المتوفِّرة حول حجم الخسائر البشرية والمادية لا تزال غير واضحة، إذ تختلف الروايات الرسمية لكل طرف، ما يُعزى جزئيًا إلى دوافع دعائية وتضارب في الأرقام بشأن عدد الضحايا، سواء بين العسكريين أو المدنيين.
ضغوط دولية ومحادثات أمريكية
كانت العديد من القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين، قد دعت خلال الأيام الماضية إلى التَّهدئة ووقف التَّصعيد العسكري. وأكَّد وزير الخارجية الأمريكي، «ماركو روبيو»، على انخراط بلاده في محادثات مكثفة مع الطَّرفين. وفي تغريدة له على منصة "تروث"، أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت واشنطن عن التوصُّل إلى اتِّفاق لوقف إطلاق النَّار، وهو ما أكَّده لاحقًا كل من وزير الخارجية الباكستاني «إسحاق دار»، ونائب وزير الخارجية الهندي «ميسري».
تعود جذور الأزمة الأخيرة إلى مساء الثلاثاء، حين شَنَّت الهند هجمات صاروخية على أراضٍ باكستانية، بما في ذلك أجزاء من "كشمير" الخاضعة لسيطرة "إسلام آباد"، ما أدَّى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، وفقًا للجانب الباكستاني. وبَرَّرت الحكومة الهندية الهجوم بأنَّه ردُُّ على عملية مسلَّحة استهدفت منطقة "بَهالغام" في "كشمير" الهندية يوم 22 أبريل، ونفَّذتها جماعة إسلامية مسلَّحة تقول "نيودلهي" إنَّها مموَّلة ومدعومة من باكستان، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
تصعيد خطير خارج حدود كشمير
تصاعد التوتُّر بشكل خطير ليل الجمعة وصباح السبت، عندما استهدفت صواريخ هندية ثلاث قواعد عسكرية باكستانية في "نور خان" و"موريد" و"تشوركوت" (الأولى قرب العاصمة إسلام آباد)، ما أسفر، بحسب السلطات الباكستانية، عن مقتل 13 مدنيًا. وردَّت القوات الباكستانية بقصف أهداف عسكرية هندية في شمال غرب البلاد، في تصعيد يُعد الأخطر منذ سنوات.
وعلى الرغم من تَعدُّد الاشتباكات المسلحة بين الجارتين النوويتين، إلَّا أنَّها كانت تتركز غالبًا داخل إقليم "كشمير". وقد خاض البلدان أربع حروب كبرى منذ عام 1947، وكلٌّ منهما يمتلك ترسانة نووية تُقدَّر بنحو 170 رأسًا نوويًا.
إعادة فتح المجال الجوي وإجراءات أمنية
في أعقاب إعلان وقف إطلاق النَّار، أعادت باكستان فتح مجالها الجوي الذي كان مغلقًا حتَّى صباح الأحد، بينما لا تزال الهند تحتفظ بإغلاق 32 مطارًا في شمال غرب البلاد حتَّى إشعار أخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق