وكانت الدولتان قد توصَّلتا إلى تفاهم أوَّلي منتصف مايو الماضي، إلَّا أنَّ التصعيد المتبادل استمرَّ، من خلال فرض قيود جديدة وتهديدات بردود انتقامية.
ويُشار إلى أنَّ مفاوضين من كلا البلدين يعقدون اجتماعات في العاصمة البريطانية لندن منذ يوم الإثنين في محاولة لاحتواء التصعيد وتفادي تداعيات اقتصادية سلبية. ورغم إعلان «ترامب» عن الاتِّفاق، لم تصدر بعد أي تأكيدات رسمية من الجانب الصيني، كما أوضح «ترامب» نفسه أنَّ الاتفاق يحتاج إلى مصادقة نهائية من كل من الرئيس الصيني «شي جين بينغ» ومنه شخصيًا، ممَّا يجعل التفاصيل لا تزال غير مؤكَّدة، ويستوجب التعامل مع التصريحات بحذر.
( @realDonaldTrump - Truth Social Post )
( Donald J. Trump - Jun 11, 2025, 8:04 AM ET )
OUR DEAL WITH CHINA IS DONE, SUBJECT TO FINAL APPROVAL WITH PRESIDENT XI AND ME. FULL MAGNETS, AND ANY NECESSARY RARE EARTHS, WILL BE SUPPLIED, UP FRONT, BY CHINA. LIKEWISE, WE WILL PROVIDE… pic.twitter.com/nDGCTY33WZ
المعادن النادرة: محور الاتفاق الجديد
بحسب «ترامب»، فإنَّ الصين وافقت على استئناف توريد ما يُعرف بـ"المعادن الأرضية النادرة" إلى الولايات المتحدة، وهي مجموعة من 17 معدنًا تُستخدم بشكل حيوي في العديد من الصناعات المتقدِّمة، وتحتكر الصين حصة كبيرة من إنتاجها عالميًا. وقد كانت هذه المسألة من أبرز أولويات الجانب الأميركي في المفاوضات، خاصة بعد أن قلّصت بكين صادراتها من هذه المعادن، ليس فقط إلى واشنطن، بل إلى الأسواق العالمية، مما أثار قلقًا واسعًا في أوساط الصناعة.
قيود أميركية وضغوط متبادلة
في الأسابيع الأخيرة، كثَّفت إدارة «ترامب» الضَّغط على بكين من خلال فرض قيود على تصدير تقنيات ومنتجات حسَّاسة، شملت مواد كيميائية ومكوِّنات طائرات وبرمجيات. كما لجأت واشنطن إلى خطوات أكثر حساسية، منها محاولة إلغاء تأشيرات بعض الطلبة الصينيين الدارسين في الجامعات الأميركية، وهي خطوة قال «ترامب» إنها ستُلغى بموجب الاتفاق الجديد.
الرسوم الجمركية: مستويات أعلى من المتوقع
شمل الاتِّفاق المبدئي أيضًا تعديلات على الرسوم الجمركية، بحيث أوضح «ترامب» أن الرسوم الأميركية المفروضة على السِّلع الصينية ستبلغ %55، بينما ستُفرض رسوم بنسبة %10 على الواردات الأميركية إلى الصين. وتثير هذه النِّسب تساؤلات، إذ إنها تتجاوز ما جرى الاتِّفاق عليه في مايو، حين كان من المقرر أن تبلغ الرُّسوم الأميركية %30 فقط، ولم يوضِّح «ترامب» أسباب رفعها في الاتفاق الجديد.
قرارات سابقة مثيرة للجدل
وكان «ترامب» قد فرض في أبريل الماضي رسومًا جمركية مرتفعة على واردات من عدَّة دول، قبل أن يعلقها لمدة 90 يومًا لجميع الدول باستثناء الصين. وكانت الخطة تقتضي استغلال فترة التعليق للتفاوض على اتفاقات تجارية، لكن ذلك لم يتحقق، بل أدّى إلى مزيد من الارتباك والخسائر في الأسواق المالية. وحتّى الآن، لم تُعلن الولايات المتحدة سوى عن اتفاق تجاري واحد بشكل رسمي، مع المملكة المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق