المغرب: الرباط تتسلح بصواريخ "ميسترال" الفرنسية خشية زيادة التوترات مع الجزائر - الإيطالية نيوز

الأربعاء، 4 نوفمبر 2020

المغرب: الرباط تتسلح بصواريخ "ميسترال" الفرنسية خشية زيادة التوترات مع الجزائر

 الأربعاء 4 نوفمبر 2020 ـ يواصل المغرب تعزيز ترسانته العسكرية بهدف حماية مجاله الجوي. وبحسب البعض، فإن الرباط تخشى مواجهة الجزائر.

أفاد موقع "هسپرس" الإخباري المغربي بذلك، في 30 أكتوبر، أن المغرب قد حصل على أنظمة صواريخ أرض ـ جو جديدة من طراز "ميسترال ـ3"، من إنتاج وتصميم فرنسي بالكامل. ومن المتوقع أن توضع على مركبات شيرب المدرعة ذات الدفع الرباعي. وبحسب الصحيفة، فإن نظام "ميسترال"، وإن كان قصير المدى، إلا أنه يتمتع بـ "فعالية دفاعية" قوية تبلغ 97٪ ، وقادر على العمل لمدى يقارب 8 كيلومترات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون "ميسترال" قاتلة للأهداف التي تحلق على ارتفاع منخفض، بما في ذلك صواريخ "كروز" والطائرات بدون طيار.

وبحسب التقارير، بالإضافة إلى النظام الدفاعي، شهدت الترسانة المغربية أيضًا دخول 36 منظومة طويلة المدى من طراز (AR2) صينية الصنع، تعتبر من أقوى وأفضل الأنظمة التي تمتلكها المملكة حاليًا. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الأنظمة مجهزة بدقة عالية وقوة قوية، ويبلغ مداها الأقصى 150 كم. بالإضافة إلى ذلك، إذا تم تجهيز (AR-2) بصواريخ موجهة، فيمكنها أيضًا مهاجمة السفن أثناء الملاحة، وتعمل مؤقتًا كـ "صاروخ مضاد للسفن". على الرغم من عدم وجود معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع، فمن المرجح أن يستمر المغرب في تجهيز نفسه للعمليات البحرية المحتملة، من خلال الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ التكتيكية والأنظمة الجوية بدون طيار.

وبحسب الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية، «محمد شقير»، فإن حيازة القوات المسلحة المغربية للصواريخ ينبع من القلق المتزايد من التوترات مع الجارة الجزائر. ويشير الخبير في هذا الصدد إلى أنه من المعروف أن المغرب قد وقّع بالفعل اتفاقيات مع الولايات المتحدة. ومع ذلك، تحتاج المملكة إلى زيادة تنويع ترسانتها وتقوية نظامها الدفاعي، بما في ذلك الصواريخ النفاثة. في هذا السياق، وبحسب «شقير»، فإن "كركرات"، وهي قرية صغيرة في أقصى جنوب غرب الصحراء الغربية، يمكن أن تتحول إلى ساحة معركة بين الجزائر والمغرب والأخير، على علم بالمعدات العسكرية المتاحة له. أي خصم يرغب في الاستعداد بشكل كافٍ ليكون جاهزًا لمواجهة أي تصعيد في الصحراء. في هذا الصدد، ونظراً لطبيعة مسارح الاشتباك المحتملة، تفضّل الرباط الحصول على صواريخ قصيرة المدى.

تحاول الجزائر والمغرب منذ عقود وضع حد للتوترات التي نشأت منذ استقلال البلدين ميدانيا عن القوى الاستعمارية. أحد أسباب الاحتكاك هو قضية الصحراء الغربية. يعود ذلك إلى عام 1975، عندما استرجع المغرب سلميا، بعد انسحاب الحكم الإسباني، جزءًا من هذه المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا. ردا على ذلك، في عام 1976، تشكلت جبهة البوليساريو كحركة في 10 مايو 1973، وأعلنت ولادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (SADR)، وتأسيس حكومة في حضن المنفى بالجزائر، وشن حرب عصابات من أجل الاستقلال استمرت حتى 6 سبتمبر 1991، وهو العام الذي وقع فيه إعلان وقف إطلاق النار، روّجت له بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو).

حتى الآن، تطالب حكومة الرباط بسيادتها على الصحراء الغربية، بينما تواصل جبهة البوليساريو الكفاح من أجل إجراء استفتاء لتقرير مصير أراضيها، حيث يقطن حوالي نصف مليون شخص. تسيطر الجبهة على قطاع صحراوي من الصحراء الغربية إلى الشرق من الأسوار الدفاعية المغربية. وتشير التقديرات إلى أن عدد المسلحين يبلغ حوالي 10.000، لا يتركزون في الصحراء الغربية ، ولكن في تندوف، وهي مدينة تنظم فيها الجبهة مخيمات للاجئين للسكان الصحراويين.

ينبع قلق المغرب من الإجراءات الجزائرية من التعديلات الدستورية الأخيرة في الجزائر، والتي يمكن من خلالها السماح للجيش بالمشاركة في العمليات عبر الحدود. في الوقت نفسه، تحدثت مصادر مغربية عن "نفاد صبر" متزايد من جانب الشعب الصحراوي، الذي ظل منذ حوالي 30 عامًا يدعو إلى إجراء استفتاء على تقرير المصير. وفي هذا الصدد، قرر مجلس الأمن في 30 أكتوبر تمديد مهمة المينورسو حتى 31 أكتوبر  2021.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق