د. عبير السيد: قصيدة "وردة النيل" - الإيطالية نيوز

الجمعة، 12 نوفمبر 2021

د. عبير السيد: قصيدة "وردة النيل"

1/3

أَوَجهكِ هنا أم وجهكِ هناك!؟
يا وردةَ النيل والغرباتِ
،
العُشبِ الاخضر يناديك،
فافتحي
أبواب الحكايات واعتلي قمراً
يلقي بدراهمهِ الفضيةِ ضوءًا على الطرقات،
واحكي لنا حكاياتِ الحربِ والهروبِ،
وقيدٍ حزينٍ، وأمسياتِ وأساطير الخوف، والموت على العتباتِ.

لن نبكي، ولن يهزمنا الي
أس،
فلا مستحي
ل.. أنتِ هنا!! أنت هنا الآن!

اخلعي وجهَكِ الباسمَ بالحزن، يا نبتة النيل الأبدية، وزهرة الغربة المنسية، افتحي
أبوابك قيسارة تعزف للشمس
واملئي الروحَ من المرآة
هيمي على صدر الحياة بلا خوف
قد عَبَرَتِ غيمَ المستحيلات والا سنين، بين مصبات وشرايين، وغيمات وظلام و حياة.

انظري
!!
انظري في المرآة ...
أوَجْهُكِ هنا أم وَجْهُكِ هناك ؟
ضحكاتُكِ أنتِ !! ام ضحكات نرمين و قلب العصفور يخفي
دمعاً و حبا وضحكات صغار يتيمات ،وهول الغيب
شوارع عاريات ،شتاء بارد يسألك عن
ظلالٌ عابراتٌ و لوحاتٍ من حزنٍ قديم وفراق ؟؟ ومرمرية مريم العذراء دواءً يروي عطش المستحيلات ..اشربي ياوردة النيل
اشربي الامل من كف مريم العذراء ،انت هنا نرمين والحنين وصبح جديد ، وعيد وملائكة ،وصغار كبرن
يحرسهن ملاك الغربات !

أنت هناك في المرآة !!
نجمةٌ تلمعُ تبتسم في سماء حلم الطويل، في غياب مهزوم ووجع، ويوم عرس حزين، وقيدٍ
كزهرة تتحدي الاشواك..اشرقي!!
قفي يا بسنت الريح والغربتين !
تشبهين كلُّ عيون كحلها الطين
كلوحاتِ من حزنٍ قديم،
كبيتٍ تفوح منه ذكريات عطرا و
حدائقٍ وجنات.
واسوارٍ من طمي تعتليها أشجار الليمون على الجنبات..
وأغنيةِ النوم ودخانِ الفرن وصوتِ الأمان يناديك،
"نامي ياطفلتي ،لا تخافي يابنت النيل والغربتان
نامي ياصغيرتي في حضن الارض بين أغانى الحب
وهالةٍ من عبيرِ الجَدَّات..
نامي في عطر الحِنَّاء الجبلية والخُبزِ الفواح من الشرفات ٍ
ووشوشاتِ الجاراتِ ،اساطير الرحيل
وهديلِ الحماماتِ
يغنين للحب، للسلام
يناديك لا تخافي !لاتخافي !!لا تخافي الغربات

" ننه ،،ننه ننه!! نامي
ولا تخشي القيد ، كم حرر القيد اسيرات "

" ملحوظة ننه ننه هي اغنيه النوم للاطفال في مصر.
اتنالُ الحريةَ بقراتٌ
وتبقي القيودُ في عينيك باكياتِ؟
اخلعي القيد
فان الفجر آت؟؟ اشرقي في كل الصباحات وكل المساءت!

2 / 3
عشبة الحب انتي احنتها المسافات انهضي! اقرائي كتاب الغُرْبات
وارتدي القوة من قلب الصفحات ، كم حلقت في الغربة قبلك رايات. فرشن فيروز الارض و صرنٌ نجمات.
اقرائي وجه نرمين واملئي بالضوء الجنبات، كونا خرائط تهَدىَ التائهات!.

غني!!
غني يازهرة السلام
و انثري الحب على الطرقات ، غني! لنفسك الان!
مع وَجْهِك الآخرِ السعيدِ في المرآة،
اشعلي الوهج ..اشعلي الامل مصابيح وارسمي
شطآن لنوارس تائهاتٍ
صيري وهجا
واطرحي وردا
كالوشم على شفتاك.

غني الآن وارقصي !!
غني لنفسكِ فخرا، اغمضي نصف عينيك واحلمي بغد و زهور ،
فكي القيد ..واخرجي للنور!
إن كان خوفاً؟
فكل الخوفِ قد عَبَرْتِ،
ولو خافتْ الغريبات ماكانت نرمين هناك ِ ..
لو كان الخوف جبلا فقد عَبَرت الما سنينا عجافا
التقطي من كف مريم الباتول
خبز مخمر في الحرية
و حب معتق في صبرٍ و
تمراتٍ جنيات،
لك ولها ولكل التائهات!.

كلنا مثلك للحرية عاشقاتٍ
لا تخافي، اصرخي باعلى صوت ٍ
دمري الاسوار ..اجمعي نفسك
لو خاف القمر من الريح، ما طالعته الأنوار ..
حرةٌ انتِ !! حرةٌ انتِ كملاكٍ يُسبح بين أزرق البحر والسمواتٍ ...
الان وجهُك المكحل بالحب ، هو وجه نرمين بين
نوارسِ الحرية في الساحات
هنا انت هنا، انت هناك ...
حِبِّي !! حبي وجهَك المطرز بالامل واوراق الورد والشامات
الامس انت واليوم انت ومن النيل ولدت لتزيني البر والطرقات
انت الارض ، انت النجم في السماء، انت البهجة انت الغد، انت العلا
يا ووردة النيل في الغربات

هيمِي إلى أعلى ماشئت .هدي اسوار الخوف والهروب والالم .
واكتبي حروفكِ كتابك بين الدروب

3 / 3
ما أنت الا قصةً ، نجمة نيلية تشرق كل يوم بوجه هنا ووجه هناك، كوني عبيرا لنساء كدن يتهن على الطرقات
لنساء من جنة آدم هارباتٍ..
انت بين
الناجحاتٍ، بين القوياتٍ بين الجميلاتٍ .

د. عبير السيد (Abir Elsayed)
كاتبة وروائية واكاديمية مصرية مهاجرة، ومتخصصه في الكتابه عن المهجر والنساء المهاجرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق