وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، فإنَّ الهجوم الصهيوني تسبَّب منذ بدء الحرب حتى 30 يونيو 2024 بمقتل 37.877 شخصًا. لكن بحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "دي لانسيت"، كان عدد الوفيات في تلك الفترة أكبر بكثير، إذ تراوح بين 55.298 و78.525.
علاوةً على ذلك، ودائمًا وِفقًا لما أشارت إليه عملية إحصائية مستقلَّة نشرتها مجلة "لانسيت" وأجراها باحثون من "كلية لندن للصحة والطب الاستوائي" بقيادة عالمة الأوبئة «زينة جمال الدين»، قد يكون العدد الحقيقي لضحايا المواجهات في غزة قد تجاوز 70 ألف قتيل، %59 منهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وتُقدِّم الدراسة تقديرًا لـ64.260 حالة وفاة حتَّى 30 يونيو 2024، وهو رقم أعلى بنسبة 41 في المائة من رقم وزارة الصحة. ويُمثِّل هذا الرقم %2،9 من سكان قطاع غزة قبل الحرب، "أي واحد من كل خمسة وثلاثين نسمة". ويشير هذا الرقم إلى الوفيات الناجمة عن الإصابات المؤلِمة فقط، ولا يشمل الوفيات غير المباشِرة، مثل تلك المرتبطة بنقص الغذاء أو الرعاية الكافية، ولا آلاف المفقودين الذين قد يكونون دُفنوا تحت الأنقاض.
واستخدم الباحثون أسلوبًا إحصائيًا يُعرَف بإسم "القبض وإعادة القبض" (capture-recapture)، والذي استُخدم في الماضي لتقدير عدد ضحايا الصراعات الأخرى في مختلف أنحاء العالم، وقاموا على وجه الخصوص بتحليل ومقارنة ثلاث قوائم مختلفة. وتضمنت الحصيلة الأولى، التي قدَّمتها وزارة الصحة التابعة لحماس، أسماء القتلى الذين جرى التعرُّف عليهم في المستشفيات ومشارح الجثث. أما الثانية، فجاءت من خلال استطلاع رأي عبر الإنترنت أطلقته الوزارة، حيث أبلغ سكان فلسطينيون عن مقتل أفراد من أسرهم. أما الثالثة، فاستندت إلى نعي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، بما في ذلك "إكس"، و"إنستغرام"، و"فيسبوك"، و"واتساب".
وكانت وزارة الصحة التابعة لحماس أعلنت اليوم الثلاثاء 7 يناير، عن ارتفاع حصيلة القتلى في الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 46.006 قتيلًا. وبدلًا من ذلك، تسبَّب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 في مقتل 1208 أشخاص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتِعداد وكالة "فرانس برس" استنادًا إلى أحدث البيانات الإسرائيلية المتاحة (هذه أرقام تحتاج إلى تدقيق لأنه يُحتمل أن يكون مبالَغ فيها لأسباب سياسية). من جانبها، شكَّكت الحكومة الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا في البيانات التي قدَّمتها وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنَّها ذات مصداقية.