فلسطين: قطاع غزة يدخل يومه الـ 60 من دون مساعدات: الأمم المتحدة تصف الوضع بـ"الكارثة الإنسانية" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأربعاء، 30 أبريل 2025

فلسطين: قطاع غزة يدخل يومه الـ 60 من دون مساعدات: الأمم المتحدة تصف الوضع بـ"الكارثة الإنسانية"

 الإيطالية نيوز، الأربعاء 30 أبريل 2025 - دخل قطاع غزة اليوم، الأربعاء، يومه الستين على التوالي من دون دخول مساعدات إنسانية، في ظلِّ الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ أسابيع. وأكَّدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللَّاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على أنَّ الوضع الغذائي في القطاع بلغ مستويات مأساوية، إلى درجةٍ تلجأ بعض العائلات إلى تناول ما تجده أمامها، حتى لو لم يكن آمنًا للاستهلاك.


 وتقول الوكالة إنَّ المخزونات الأساسية على وشك النَّفاد، والخدمات توقَّفت عن العمل، بينما لقي 52 شخصًا، بينهم 50 طفلًا، حتفهم جوعًا خلال الأيَّام القليلة الماضية.

من جهتها، أعلنت فرق الدفاع المدني عن نفاد الوقود اللَّازم لتشغيل المركبات، فيما تعاني المستشفيات من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية لعلاج مئات الآلاف من المرضى. يأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة تصعيدًا في الهجمات العسكرية التي لم تستثنِ حتَّى العاملين في المجال الإنساني؛ إذ قُتل منذ 7 أكتوبر ما لا يقل عن 295 موظَّفًا تابعًا للأمم المتحدة.


وفي سياق الأزمة الغذائية، أعلن برنامج الأغذية العالمي عن إغلاق جميع المخابز التَّابعة له في قطاع غزة بعد نفاد مخزونه الغذائي، وكان قد سلّم آخر المساعدات المتوفِّرة للمطابخ المجتمعية في 25 أبريل. 


وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أنَّ عشر مطابخ مجتمعية أُجبرت على الإغلاق أو تقليص حجم وجباتها، حيث تُقدَّم وجبة ساخنة واحدة يوميًا لا تُلبِّي الحد الأدنى من احتياجات السكَّان، وتصل فقط إلى نصف المحتاجين. ونظرًا لانعدام الوقود، تلجأ تلك المطابخ إلى حرق ألواح الخشب، بينما يضطرُّ المواطنون لحرق النفايات وبقايا الطعام الفاسد للطبخ، ما يفاقم المخاطر الصحية.


وتنعكس أزمة الوقود أيضًا على المستشفيات ومراكز الرِّعاية الصحية والدفاع المدني، التي تفتقر كذلك إلى الأدوية، والمعدَّات الطبية، وقطع الغيار لسيارات الإسعاف والمولِّدات. ويُقدَّر أنَّ أكثر من 150 ألف شخص بحاجة إلى أدوات طبية مساعدة غير متوفِّرة إطلاقًا داخل القطاع.


 ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، فإنَّ %87 من المستلزَمات الجراحية و%99 من أدوية قسطرة القلب قد نفدت، كما نُفد مخزون لقاح "الروتا" للأطفال، وتوقَّفت الجرعة الرابعة من لقاح شلل الأطفال التي كان يُفترض إعطاؤها هذا الشهر، وسط نقص حاد في المعدَّات اللَّازمة لرعاية الأمَّهات والأطفال حديثي الولادة.


وتفاقمت الأوضاع نتيجة مشكلات صحية وبيئية وتعليمية ولوجستية، إلى جانب تدهور البنية التحتية وانقطاع الكهرباء والاتِّصالات، في ظلِّ ما تصفه منظَّمات حقوقية بـ"الانتهاكات اليومية" بحق السكَّان والعاملين الإنسانيين. 


وأثناء جلسة استشارية في محكمة العدل الدولية حول التزامات إسرائيل القانونية، صرَّحت المستشارة القانونية للأمم المتحدة، «إلينور هامرشولد» (Elinor Hammarskjöld)، بأنَّ 418 من العاملين في المجال الإنساني و110 من عناصر الدفاع المدني قُتلوا منذ أكتوبر الماضي، في حين اعتُقل أخرون، بمن فيهم أكثر من 50 موظَّفًا في "الأونروا"، أبلغوا عن تعرُّضهم للضرب، والإهانة، والتهديد، واستخدامهم كدروع بشرية، فضلاً عن الحرمان من النَّوم والهجمات بالكلاب.

وفي ظلِّ استمرار القصف، قُتل اليوم 21 شخصًا، بينهم 8 في غارة على مبنى في "مخيَّم النصيرات". وقد دمّرت إسرائيل أو ألحقت أضرارًا بـ %92 من المنازل في غزة (حتى يناير الماضي)، و %82 من الأراضي الزراعية، و %88.5 من المدارس، و %69 من المنشآت العامَّة. وتشير التقارير إلى أنَّ %59 من أراضي القطاع إما تخضع لأوامر إخلاء أو يُمنع المدنيون من دخولها.


ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة، بلغ عدد القتلى نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر نحو 52,365 شخصًا، إلَّا أنَّ تقارير عِلمية — أبرزها من مجلة The Lancet ورسائل من أطباء متطوِّعين في القطاع — تشير إلى أنَّ العدد الإجمالي للضحايا قد يكون أعلى بكثير، وقد يصل إلى مئات الآلاف.