وجاء في نص الرسالة:
"نخاطبكم بكل احترام وروح منفتحة، لا لنُقحِم أنفسَنا في شؤون الكنيسة، بل لنُعبِّر عن تطلُّعات مشروعة يتقاسمها ملايين من البشر حول العالم، وبالأخص في العالم العربي، في لحظة تاريخية ينظر فيها الجميع إلى الكنيسة الكاثوليكية كمصدر أمل وتوازن."
وأضاف «عودة»: "منذ عام 2016، عملنا بلا كلل من أجل ترسيخ الحوار بين الأديان، عبر مبادرات مثل 'مسيحيون في المساجد' و'مسلمون في الكنائس' و'أعياد الحوار'، فضلاً عن تبادل رسائل السَّلام والتضامن بين الشعوب."
وتابع قائلاً: "نُعبِّر عن امتناننا العميق للبابا «فرنشيسكو» على مواقفه الإنسانية الجريئة، وبالأخص لقيامه مؤخَّرًا بإهداء سيارته البابوية لأطفال غزة، وحرصه على تحيَّتهم يوميًا في السابعة صباحًا. هذه لفتات لن تُنسى."
وأكدت الرِّسالة على الحاجة إلى بابا إنساني، مُصلِح، قريب من الناس، ومدافع عن المهمَّشين، ليواصل الرِّسالة الإنسانية التي بدأها البابا «فرانشيسكو».
واستشهدت الرِّسالة بأرقام جمعتها الجهات الموقِّعة، والتي تُظهر دعمًا واسعًا لاستمرار النَّهج الإصلاحي:
94% من شعوب العالم العربي والإسلامي؛
-
97% من الجاليات العربية في إيطاليا؛
-
43% من المسيحيين في إيطاليا؛
-
63% من المسيحيين حول العالم؛
-
39% من الطبقة السياسية الدولية.
وذلك كله يؤكِّد على الرَّغبة في اختيار بابا يبني الجسور لا الجدران العازلة، ويمثِّل صوت الشعوب المنسيّة.
وأشار «عودة» إلى أنَّ «فرانشيسكو» أعاد للكنيسة روحها الإنسانية، فمَدَّ الجسور مع المسلمين، ودافع عن المسيحيين المضطهَدين، واحتضن المهاجرين، وواجه التهميش بكل أشكاله، مع اهتمام خاص بالنِّساء والأطفال وحرية التعبير."
وأضاف: "التراجع عن هذه المسيرة سيكون كارثة، خاصة في ظلِّ تنامي الخطابات اليمينية المتطرِّفة التي تُهدِّد مكتسبات الحوار والانفتاح."
وأردف: "لمن يقول إنَّ البابا «فرانشيسكو» قد 'انتزع الكنيسة من المسيحيين'، نَردُّ: لقد أعادها إلى الإنسانية كلّها، وفتح أبوابها للجميع."
وأكدت الرسالة على أنَّ "كوماي" ومنذ تأسيسها كانت ولا تزال ملتزمة بالاحترام المتبادل بين الأديان، وداعمة للرموز المسيحية، وشريكة في الاحتفالات بالأعياد الإسلامية والمسيحية واليهودية والقبطية والدرزية والمارونية والأنغليكانية وغيرها، من دون فرض أو إقصاء، بل بروح احترام للتقاليد المحلية
.
واختتمت الرسالة بنداء صريح:
"نريدُ بابا يُحكم بالعدل، لا يخضع لموازين القوى الداخلية ولا للتجاذبات الجيوسياسية. نريده أن يُقلّص الفجوة بين الشمال والجنوب، بين الأغنياء والفقراء، وأن يكون مرآةً للبشرية جمعاء. كما نرفضُ تحويل الدين إلى أداة دعاية، ونستنكرُ محاولات التهريج السياسي التي تُسيء للمكانة الروحية للباباوية."
وختم البروفيسور «عودة» بالقول: "جميع الديانات في العالم تراقب هذا الاستحقاق عن كثب. مستقبل الحوار بين الأديان والحضارات يُرسَم الآن. السلام مسار يجب أن يستمر، لا أن يتوقَّف. لقد أضاء البابا «فرنشيسكو» شمعةً ألهمت الملايين، ونرجو منكم أن تختاروا من يستطيع الحفاظ على هذا النور، وحمايته من أن تطفئه رياح التراجع."