ما هو "بيتار"؟
حركة بيتار، أو "بيطار"، هي حركة شبابية صهيونية تأسست عام 1923 في "ريغا"، "لاتفيا"، على يد «فلاديمير جابوتينسكي»، مؤسس عدة منظمات يهودية بما في ذلك المنظمة شبه العسكرية "إرجون". كان "بيتار" من الحركات اليمينية الشبابية التي نشأت في تلك الفترة واعتمدت تحيات خاصة وزي موحد متأثر بالفاشية. خلال الحرب العالمية الثانية، جند "بيتار" مقاتلين للجانبين، الحركات اليهودية الحليفة للبريطانيين وأخرى قاتلت ضدهم في فلسطين الانتدابية. كان التنظيم مرتبطًا تاريخيًا بحزب "هيروت" ولاحقًا بحزب "الليكود"، ومرتبطًا بـ "إرجون"، التي كانت منظمة شبه عسكرية عملت في فلسطين بين 1931 و1949 قبل أن تدمج في الجيش الإسرائيلي.
انضم إلى "بيتار" عدد من أهم السياسيين الإسرائيليين في شبابهم، أبرزهم رئيسا الوزراء «يتسحاق شامير» و«مناحم بيغن». واجه التنظيم انتقادات لدعمه الإرهاب الصهيوني وحركة الكاهانية التي تدعو إلى فصل اليهود عن غير اليهود. فرع "بيتار" في أمريكا الشمالية يعمل بشكل وثيق مع إدارة «ترامب»، حيث أعد قوائم تضم آلاف الشخصيات المؤيدة للفلسطينيين بهدف ترحيلهم من البلاد.
"بيتار" الأمريكية: "صهاينة عدوانيون بلا اعتذار"
على موقع الحركة في الولايات المتحدة، التي أعلنت عن "إحياء" بعد "إصلاح" في صيف 2024، جاء: «بيتار موجودة لتجنيد وتطوير وتمكين اليهود ليكونوا قادة ومدافعين عن "صهيون"، دولة إسرائيل، في الجامعات، المدن، الإعلام، عالم الأعمال، والشوارع. نحن صاخبون، فخورون، عدوانيون، وصهاينة بلا اعتذار».
تملأ حسابات بيتار الأمريكية على منصة "X" (تويتر سابقًا) فيديوهات تحرض على الكراهية ضد الفلسطينيين وكل من يدعم قضيتهم. "بيتار" تباهت بمسؤوليتها في اعتقال واحتجاز «محمود خليل»، قائد احتجاجات الطلبة المناهضة للإبادة التي بدأت في جامعة كولومبيا وانتشرت في معظم الجامعات الأمريكية. وقال المتحدث باسم "بيتار"، «دانيال ليفي»، في مقابلة مع صحيفة "دي نايشنال": «قدمنا مئات الأسماء لإدارة «ترامب»، من حاملي التأشيرات والمواليد الجدد من الشرق الأوسط والأجانب الذين لا يتمتعون بحرية التعبير في بلادهم، ويأتون إلى الغرب لنشر الفوضى ودعم التنظيمات الإرهابية المعترف بها من قبل الولايات المتحدة».
خلال الحملة الرئاسية لعام 2024، تعهد «ترامب» مرارًا بترحيل الطلاب الأجانب المشاركين في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات، ووصفت المظاهرات ضد إسرائيل في غزة بأنها دعم لحركة حماس. في مارس، تم اعتقال «روميصة أوزتورك»، المدرجة على قائمة بيتار، وهددها الترحيل بسبب مشاركتها في مقال صحفي مؤيد للفلسطينيين. وألغى الكاتب والشاعر الفلسطيني «مصعب أبو طه» فعالياته في الولايات المتحدة بسبب شعوره بالخطر، بعد مشاهدته اختطاف طلاب وأساتذة جامعات في الشوارع.
أهداف أوسع من مجرد ترحيل المؤيدين الفلسطينيين
لا يقتصر نشاط بيتار على ترحيل الأجانب فقط، بل يستهدف اليهود الأمريكيين أيضًا الذين ينتقدون إسرائيل. في فبراير، شن هجومًا على الكاتب اليهودي «بيتر بينارت» ووصفه بالخائن بسبب نقده لإسرائيل، وكذلك على الباحث «نورمان فينكلشتاين» المعروف بانتقاداته للدولة الصهيونية. كما يعادي "بيتار" صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي تكشف جرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين.
وفي فبراير، أدرجت منظمة مكافحة التشهير "بيتار" الأمريكية في قاعدة بيانات المتطرفين بسبب خطاب الكراهية الذي ينتهجه ضد الفلسطينيين.
قائمة الترحيل
أعد بيتار ما يسمونه «قائمة ترحيل» تضم آلاف الأشخاص الموجودين في الولايات المتحدة بتأشيرات، والذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، بزعم أنهم «يرهبون أمريكا» ويجب ترحيلهم. قال «دانيال ليفي» لصحيفة "الغارديان" إنهم قدموا «آلاف الأسماء» من جامعات كولومبيا، بنسلفانيا، "يو سي إل إيه"، سيراكيوز، وغيرها، ممن يعتبرونهم مسؤولين عن احتجاجات جماهيرية مستمرة في الجامعات منذ عام كامل، مع قائمة تضم حوالي 1800 شخص.
كان «روس غليك»، المدير التنفيذي السابق للحركة، قد التقى عدة نواب أمريكيين مثل السيناتور الديمقراطي «جون فيتيرمان» والجمهوريين «تيد كروز» و«جيمس لانكفورد»، الذين دعموا حملة "بيتار" لتحرير البلاد من "آلاف المؤيدين للإرهاب". وبعد تلك اللقاءات، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا بعنوان "إجراءات إضافية لمكافحة معاداة السامية" يهدف إلى ترحيل الأجانب المخالفين للقوانين، وقمع أنشطة مؤيدة لحماس والتحقيق في العنصرية ضد اليهود في الجامعات.
ولم يكن من المستغرب أن تجد هذه التصريحات صدى واسعًا وترحيبًا حارًا لدى حركة بيتار المتطرفة، التي تروّج لأجندة صهيونية عدوانية وترى في مثل هذه الإجراءات تحقيقًا مباشرًا لأهدافها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق