ووفقًا لما أعلنه وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد قُتل أكثر من 120 فلسطينيًا خلال يوم الخميس، فيما أفادت مصادر محلِّية بأنَّ الهجمات المتواصلة الجمعة أودت بحياة ما لا يقلُّ عن 93 شخصًا، بحسب تقديرات الحكومة الفلسطينية، وسط تحذيرات من أنَّ الأعداد مرشَّحة للارتفاع مع تعذُّر الوصول إلى العديد من المواقع المستهدَفة.
تأتي هذه العمليات في سياق خطة إسرائيلية أَقرَّتها الحكومة بقيادة «بنيامين نتنياهو» خلال الأسابيع الماضية، وتهدف إلى فرض "احتلال مستقر" لأجزاء واسعة من قطاع غزة، بحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، وسط مخاوف دولية من نيَّة إسرائيل تنفيذ عمليات تهجير قسري لنحو مليوني فلسطيني، لحصرهم في الجهة الجنوبية من القطاع.
وتشهد مناطق مكتظَّة بالسكَّان شمال غزة، مثل "بيت لاهيا" و"جباليا"، قصفًا عنيفًا ومتواصلًا، فيما امتدَّت الهجمات جنوبًا لتشمل "خانيونس" و"دير البلح" وضواحيها. وذكرت قناة "العربي" القطرية أن سُكَّان "بيت لاهيا" و"جباليا" حاولوا الفرار من مناطق الاشتباكات، لكنَّهم لم يجدوا ممرَّات آمنة، في حين تفرض القوَّات الإسرائيلية حصارًا على مدرسة في "بيت لاهيا" يُعتقَد أنَّ عشرات المدنيين يحتمون بداخلها، في ظل غياب المعلومات حول أوضاعهم.
من جهة أخرى، قالت هيئة الدِّفاع المدني في غزة إنَّ طواقمها لم تعد قادرة على الاستجابة لمعظم نداءات الاستغاثة بسبب شدَّة القصف والنقص الحاد في المعدَّات والكوادر، الأمر الذي يُعقّد عمليات الإنقاذ وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض.
وفي ظلِّ هذه التطوُّرات العسكرية، تتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع بشكل حاد، حيث تعاني غالبية السكَّان من نقص حاد في المياه والغذاء. فمنذ الثاني من مارس، تمنع إسرائيل دخول أي مساعدات إنسانية إلى غزة، فيما أعلنت الأمم المتحدة وعدَّة منظَّمات إغاثة نفاد معظم مخزونها، مما جعل الحصول على الطعام أمرًا بالغ الصعوبة، إن لم يكن مستحيلًا، بالنِّسبة لشرائح واسعة من السكَّان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق