وأوضحت المدرسة في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أنَّ الأطفال وُجّهوا خلال الزيارة من قِبل الإمام، وأن التجربة كانت "مؤثِّرة للغاية". وأضاف المنشور: "خلعنا أحذيتنا، ارتدت المعلمات الحجاب، ودخلنا إلى قاعة مفروشة بسجادة حمراء كبيرة وعليها خطوط بيضاء مخصَّصة للصلاة". وأشار المنشور إلى أن الإمام شرح للأطفال أركان الإسلام الخمسة، وذكر أنهم يُؤَدُّون الصلاة خمس مرات يوميًا، "وقد جرّبنا ذلك بأنفسنا".
لكن ما أثار الجدل هو صورة للأطفال وهم ساجدون على الأرض باتجاه القِبلة، ما دفع سياسيين إلى التعبير عن استيائهم الشديد.
وقال «ألبرتو فيلَّانوفا»، زعيم كتلة حزب الرابطة (Lega) في مجلس منطقة فينيتو: "هذه صور تُثلج الدَّم في العروق". بينما أبدى «جوفانِّي تزورزي»، أمين حزب الديمقراطيين (PD) في تريفيزو، تحفُّظه رغم دعمه للحوار بين الأديان، معتبرًا أنَّ "الرَّسائل التربوية كان يمكن إيصالها بأشكال أكثر علمانية".
وزارة التعليم تفتح تحقيقًا
بدورها، أوضحت الإدارة الإقليمية للتعليم في فينيتو أنَّ المدرسة المعنية ليست مؤسَّسة تعليمية حكومية، بل تتبع لاتحاد المدارس الخاصة المعترف بها (FISM)، وفتحت تحقيقًا "للتأكُّد من احترام القواعد الخاصة بالمساواة التعليمية"، بناءً على توجيهات وزارة التعليم.
وأكد البيان على أنَّ "المدارس المعترَف بها، كما الحكومية، تلتزم بمبدأ الاستقلالية التربوية، الذي يتطلَّب وضع مشروع تربوي واضح ومُتَّفق عليه مع الأُسَر، ويجب على المعلّمات الالتزام به في أي نشاط تعليمي"، وفقًا للقانون رقم 62 لعام 2000.
خلفية ثقافية وتربوية
كانت المدرسة قد أشارت إلى أنَّ زيارة المسجد جاءت استكمالًا لنشاط سابق، حيث قرأت أُمُّ أحد التلاميذ كتابًا للأطفال عن شهر رمضان خلال احتفالية أُقيمت في المدرسة.
رغم الاحتفاء من طرف المدرسة بروح الانفتاح والاحترام، إلَّا أنَّ الحادثة سلَّطت الضَّوء مجدَّدًا على التوتُّرات الثقافية والدينية في السياق التعليمي الإيطالي، خاصة حين يتعلَّق الأمر بمؤسَّسات تعليمية ذات طابع ديني، وتفاعلها مع مكوِّنات المجتمع متعدِّدة الأديان.