عرف «فيتالي» شهرة واسعة بفضل تجسيده لشخصيات ساخرة ومُبالَغ فيها، وغالبًا ما اتَّسمت أدواره بطابع فكاهي جريء اعتمد على الإيحاءات والمواقف الهزلية البدنية. وقد أصبح إسمه مرتبطًا خصوصًا بشخصية "ابييرينو"، التلميذ الشقي والبذيء، التي جسَّدها في عدَّة أفلام شهيرة حظيت بإقبال جماهيري واسع بين أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
تعاون «فيتالي» مع عدد من أبرز مخرجي هذا النَّوع من الكوميديا، مثل «ماريانو لورينتي»، «ميكيلي ماسّيمو تارانتيني»، «ابرونو كوربوتشي»، و«نيّني غراسيا»، ووقف إلى جانب نجمات بارزات في هذا المجال مثل «إدويج فينيش» و «غلوريا غويدا».
وُلد في روما في 3 فبراير 1950، وبدأ مسيرته السينمائية بفضل المخرج الكبير «فيديريكو فيلّيني» الذي اكتشفه خلال تجربة أداء وأسند له أدوارًا صغيرة في عدَّة أفلام، بينها "ساتيريكون" (1969)، و«المهرجون» (1970)، و«أماركورد» (1973).
وفي عام 1981، اختاره المخرج «مارينو جيرولامي» لتجسيد شخصية "ابييرينو" في فيلم "ابييرينو ضد الجميع"، وهو أول دور بطولة له، وقد تحوَّل لاحقًا إلى علامة فارقة في مسيرته الفنية. أدَّى الشخصية نفسها في خمسة أفلام أخرى حققت جميعها نجاحًا تجاريًا، وكرّسته كأيقونة كوميدية لدى الجمهور الإيطالي.
رغم محاولاته لاحقًا للخروج من عبَّاءة "ابييرينو"، إلا أن الصورة النمطية لهذا الدور ظلَّت تلاحقه، بحيث صرَّح في أكثر من مناسبة أنه لم يُعرَض عليه سوى هذا النوع من الأدوار، وقال في مقابلة سابقة مع "كوريري ديلا سيرا": "أرى أصدقاء يحصلون على أدوار متنوِّعة، أما أنا، فلم يُعرَض عليّ شيء مختلف. بالنسبة لهم، أنا فقط "ابييرينو".
ومع انحسار موجة "الكوميديا الجريئة"، واجه «فيتالي» صعوبة في إيجاد أدوار جديدة، فاتَّجه للعمل في التلفزيون في تسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة، من خلال برامج فكاهية مثل "استريشا لانوتيتسيا" وهل تعرف الأخيرة؟، وشارك في عروض مسرحية صغيرة مستوحاة من شخصية "ابييرينو"، بل وظهر أحيانًا ككومبارس في حفلات الزفاف.
وفي عام 2009، حاول إحياء شخصية "ابييرينو" من خلال مشروع فيلم جديد بعنوان "بييرينو يعود من جديد"، لكن العمل لم يرَ النور بعد إلغاء التصوير.
وخلال السنوات الأخيرة، اقتصر ظهوره على أدوار ثانوية في أفلام كوميدية متفرِّقة، كان آخرها مشاركة لافتة في إحدى حلقات مسلسل "حياة كارلو" من إخراج وبطولة «كارلو فيردوني».
رحل «ألفارو فيتالي»، لكن إرثه في السينما الإيطالية سيظلُّ حاضرًا في ذاكرة أجيال نشأت على ضحكاته وجرأته الكوميدية الفريدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق