ملابسات الواقعة
ووفقًا لما أفادت به شرطة مدينة "بيسكارا"، فإنَّ «ريكَّاردو»، الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية حادَّة ومعروفًا لدى الجهات الاجتماعية، دخل في مشادَّة مع ميكانيكي محلِّي. وتطورت المشادَّة حتى خرجت عن السيطرة، ما استوجب استدعاء الشرطة، التي تدخلت لاحتواء الوضع، لكنها اضطرت إلى استخدام صاعق كهربائي للسيطرة على «ريكَّاردو» الهائج. وقد نُقل لاحقًا إلى زنزانة احتجاز، حيث تعرَّض لأزمة صحية، أُسعف على إثرها إلى المستشفى، قبل أن يُعلَن عن وفاته بعد وقت قصير.
وزير الداخلية «ماتيو بيانتيدوزي» وصف الحادث بأنه "مأساة مؤلمة"، مؤكِّدًا على ضرورة فتح تحقيق لتحديد ما إذا كان هناك رابط مباشر بين استخدام الصاعق والوفاة. كما دافع عن هذه الأداة، معتبرًا إياها "أقل ضررًا من السِّلاح الناري التقليدي".
غضب الأسرة وتساؤلات مؤلمة
من جهته، عبّر «أندريا تزابّوني»»، والد الضحية، عن أسفه العميق وشكوكه بشأن تعامل الشرطة مع إبنه، قائلاً: "كان مريضًا نفسيًا، من الصعب التعامل معه، لكنَّه لم يكن خطيرًا. سبق أن خضع لعلاج إجباري، وكانت الشرطة على علم بحالته. لماذا لم يتَّصلوا بالإسعاف كما في المرَّات السَّابقة؟ لماذا اللُّجوء إلى اعتقاله؟ ولماذا استخدام الصاعق؟".
وكشف الأب في تصريح لصحيفة "إل تشينترو" عن مكالمة تلقَّاها من إبنه قبل ساعات من الحادث، حيث بدا "مضطرِبًا، لكن غير عدواني"، مضيفًا أنَّ ذلك اليوم تحديدًا كان "الوحيد الذي لم يتمكَّن فيه من منعه من سحب مبلغ من معاشه التقاعدي"، وهو ما يثير لديه شكوكًا بأنَّ شيئًا كان على وشك الحدوث.
انقسام سياسي وتصريحات مثيرة للجدل
على الصعيد السياسي، فجَّر نائب رئيسة الوزراء «ماتيو سالفيني» جدلًا واسعًا بتصريحات قال فيها: "الصاعق الكهربائي ليس لعبة. لقد أنقذ أرواحًا. من يعارضه يريد تفكيك الشرطة والعيش في الفوضى". تصريحات لقيت انتقادات حادَّة من معارضي الحكومة ومجموعات حقوقية.
تقرير دولي: "الضحية كان أعزل"
من جانبها، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا بعنوان "ما زلت لا أستطيع النوم ليلاً", يوثِّق الانتهاكات المرتبطة باستخدام الصواعق الكهربائية على مستوى العالم، ولا سيما من النوع الذي تنتجه شركة Axon Enterprise الأمريكية. وأشار التقرير إلى أنَّ هذه الأسلحة تُستخدم في كثير من الأحيان ضد أشخاص ضعفاء وفي سياقات غير مناسبة، ما قد يؤدّي إلى إصابات خطيرة أو الوفاة.
وفي بيان عقب وفاة «تزابّوني»، أكدت المنظَّمة أن "الشاب كان أعزل"، مضيفةً أن َّ"الوقائع لا تزال غير مكتملة"، لكنها شدَّدت على أنَّ هذه الحادثة "يجب أن تدفع إلى إعادة التفكير في كيفية استخدام هذا النوع من الأسلحة في إيطاليا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق