"رأته فاستنجدت بالشرطة... لكنَّه طعنها قبل أن يصل أحد"
في اللحظات الأخيرة من حياتها، رأت حياة خطيبها السابق فاتَّصلت بالشرطة، لكنها لم تتمكَّن من الفرار: فقد باغتها بطعنة قاتلة قبل أن يتمكَّن أحد من مساعدتها. وقعت الجريمة في زقاق "فيكو تشيبيله" (Vico Cibele)، أحد الأزقة المتفرعة من شارع "نيكولا باريزي"، على بُعد خطوات من منزلها في وسط المدينة.
بعض السكَّان المحليين سمعوا صراخ الضحية حين كانت تحاول الفرار من المعتدي. تقول إحدى الجارات: "سمعتُ صراخ امرأة". بعد دقائق، وصلت الشرطة وسيارة الإسعاف، إثر الاتصال الذي أجرته الضحية، لكن لم يكن بالإمكان إنقاذ حياتها.
ترصَّدها تحت منزلها
تشير التحقيقات الأوَّلية إلى أن «حياة» كانت قد عادت إلى منزلها قرابة الثانية فجرًا، ثم خرجت لمقابلة شخص يُعتقَد أنَّه القاتل، على بُعد أمتار قليلة من المنزل. إلَّا أنَّ الفرضية الأرجح، وفقًا للمحققين، أنَّ الجاني كان يترصَّدها منتظِرًا عودتها من عملها في المطعم ليهاجمها.
وعلى الفور، عُزِل مسرح الجريمة ليباشر خبراء الأدلة الجنائية مهامهم، في حين كثّفت الشرطة عمليات البحث عن المشتبه به، والذي جرى توقيفه في وقت لاحق في العاصمة "روما" وهو يرتدي ملابس لا تزال ملطَّخة بالدماء.
البلاغ... والأمر القضائي الذي لم يُنفَّذ
كانت حياة قد قدَّمت بلاغًا رسميًا ضد خطيبها السابق، الذي شاركته بعض الوقت خلال فترة الخطوبة قبل الانفصال، وجرى على إثره تفعيل آلية "الكود الأحمر"، وهي مسار قانوني خاص يوفِّر حماية عاجلة للنساء المعرَّضات للعنف المنزلي والجنسي ولخطر القتل. وكشفت النيابة العامة في "فودجا" أن الرجل كان موضوع أمر يمنعه من الاقتراب من الضحية، مع إلزامه بارتداء سوار إلكتروني للمراقبة، لكن هذا الإجراء لم يُنفَّذ بسبب "مشكلات تقنية". وفي 28 يوليو، صدر بحقه أمر توقيف وحبس احتياطي، إلَّا أنَّه لم يُنفَّذ لأنَّ المتَّهم كان قد اختفى عن الأنظار.
وتُظهِر الوثائق الرَّسمية أن العلاقة بين حياة والجاني لم تدم سوى بضعة أشهر، لكنَّها تحوَّلت بسرعة إلى علاقة عنيفة وخطيرة. في أبريل الماضي، لجأت «حياة» إلى مركز مكافحة العنف "تليفونو ضونّا" التابع لجمعية "إيمبينيو ضونّا"، وصرَّحت بأن خطيبها السابق، الذي أنهت علاقتها به بسبب سلوكه العدواني، كان يتعقَّبها ويُهدِّدها باستمرار.
وأقنعها موظفو المركز بتقديم بلاغ رسمي، وهو ما قامت به في مايو. ورغم محاولات المركز إقناعها بمغادرة «فودجا» إلى مركز حماية أو إلى أحد أقاربها، إلَّا أنَّها رفضت ترك المدينة.
وفي 16 يونيو، أرسل المركز إلى السلطات تقييمًا يشير إلى "مستوى خطر مرتفع مع احتمال وقوع جريمة قتل"، وهي تحذيرات تكرَّرت حتى 23 يوليو، عندما عادت الضحية إلى المركز وأبلغت مجدَّدًا أنَّ الجاني يتعقَّبها. ورغم إصدار أمر التوقيف في 28 يوليو، إلا أن السلطات لم تتمكَّن من تنفيذ القرار. واستغرق الأمر نحو 12 ساعة بعد وقوع الجريمة للقبض على الجاني. لكن «حياة» كانت قد رحلت إلى دار الخلد.
رئيسة بلدية فودجا: "ما حدث هزيمة لنا جميعًا"
وختمت رئيسة البلدية بالتأكيد على التزام البلدية بإطلاق "إجراءات واضحة وحازمة لإحياء ذكرى ضحايا العنف، وتعزيز الوعي بين المواطنين والمؤسَّسات إزاء هذه الحالة الطارئة الخطيرة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق