أكتبُ إليكم بمودَّة من أخ سَلَك نفس طريقكم، ووجد في هذا البلد وطنًا وأملًا للمستقبل.
لقد جئتُ أنا أيضًا إلى هنا من بعيد، وتحديدًا من سورية، ومثلُكم، اخترتُ إيطاليا لبناء مستقبلي ومستقبل
أبنائي.
تواجه إيطاليا أوقاتًا عصيبة بسبب حوادث الجريمة التي تثير قلقنا جميعًا.
في هذه الظروف، من الضروري أن يقوم كل واحد منَّا بدوره، ويساهم بنشاط في أمن وسلامة المجتمع الذي نعيش فيه.
لهذا السبب، أودُّ أن أوجِّه إليكم نداءً واضحًا ومباشرًا:
من الضروري النأي بالنَّفس عن أي شخص يتصرَّف بطريقة غير صحيحة وسليمة، وينتهك القوانين أو يثير الفوضى. هؤلاء الأشخاص لا يضرُّون المجتمع فحسب، بل يشوِّهون صورة مجتمعكم، بالإضافة إلى صورة ثقافاتكم وبلدانكم الأصلية. لا تتردَّدوا في الإبلاغ عن هؤلاء الأفراد إلى قوات الأمن المحلِّية، وأبلغوا أيضًا سلطاتكم القنصلية أو السفارات أو الممثِّلين، لأنَّهم أوَّل من يُدمِّر سُمعة الجميع.
كونوا مثالًا على الأخلاق الحسنة. فلنظهر كل يوم، بسلوكياتنا، القيم التي علَّمنا إياها آباؤنا وثقافاتنا. سلوكياتنا هي مرآة لتربيتنا التي تلقيناها.
احترموا القوانين الإيطالية، فهي أساس المجتمع. احترامها ليس واجبًا فحسب، بل هو أيضًا عمل مسؤولية اتِّجاه المجتمع الذي استقبلنا.
اكتسبوا الاحترام. الاحترام لا يُفرَض، بل يُكتسَب. فلنبنه يومًا بعد يوم بالالتزام والصدق والجدية في العمل وفي الحياة اليومية.
تعلَّموا الإيطالية، فاللغة هي مفتاح الاندماج. التحدُّث باللغة الإيطالية سيمكِّنكم من المشاركة الكاملة في حياة المجتمع، والعمل ببأسلوب أفضل، ومساعدة أبنائكم على النمو في هذا البلد.
علِّموا الإيطالية أيضًا لبناتكم ونساء عائلتكم، لأنَّ اندماجهن لا يقلُّ أهمية. المرأة هي الركيزة الأولى لأي مجتمع، ومن غير المقبول رؤية نساء غير مندمجات ولا يستطعن التعبير عن أنفسهن بلغة البلد الذي يعشن فيه.
التربية، واحترام القواعد، والتعاون مع المؤسَّسات هي الركائز الأساسية للاندماج الحقيقي والصحي.
لا نسمح لأفعال بعض المجرمين وغير المتحضِّرين بتشويه صورة الجميع.
معًا، يمكننا أن نجعل إيطاليا مكانًا أكثر أمانًا وهدوءًا للجميع.
تحية صادقة للجميع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق