وكان «أيمن» على متن "قارب بدّال" رفقة ثلاثة أصدقاء بعد ظهر السبت الماضي، في نزهة ترفيهية، عندما لاحظوا بالقرب منهم من يستغيث في المياه. سارع الفتى إلى لفت انتباه المنقذين، ولم يَتردَّد في القفز من القارب للسِّباحة نحو الغريقين، رغم أنَّ عمليات الإنقاذ كانت قد بدأت.
ورغم مساهمته الفعَّالة في تنبيه المنقذين والمساعدة في العملية، إلَّا أنَّ أيمن اختفى عن الأنظار فجأةً بعد لحظات، أثناء سحب الرجل والمرأة إلى بر الأمان. وتدخلت فِرق الإنقاذ مرَّة أخرى للبحث عنه، لتجده فاقدًا للوعي تحت الماء. ورغم محاولات الإنعاش التي استمرَّت لعدة دقائق، استسلمت روحه لقضاء الله وصعدت نحو بارئها راضية مرضية بعدما عملت بقول بارئها "ومن احياها فكأنما أحيا الناس جميعا". كما هبطت مروحية إسعاف طبية من "رافينا"، لكنها لم تجد ما يمكن فعله.
وحضرت إلى موقع الحادثة عناصر من خفر السواحل بمدينة "بورتو غاريبالدي" وقوات الدرك الإيطالية (الكارابينييري)، فيما عمَّ الحَزَن أصدقاء الضحية الذين كانوا برفقته، وعائلته التي قدمت من مدينة "روفيغو" مساء اليوم نفسه. وكان أيمن قد وصل إلى إيطاليا قبل نحو ثلاث سنوات واستقرَّ في منطقة "روفيغو"، حيث اندمج بنجاح في مجتمعه المحلي.
تجدرُ الإشارة إلى أنَّ "قناة لوغونوفو" تُعد منطقة محظورة للسباحة، نظرًا لخطورة تياراتها البحرية وخداع مظهرها الهادئ، فضلًا عن طبيعة قاعها المتغيِّرة وغير المستقرَّة، ما يجعلها فخًّا خفيًا حتّى للسبَّاحين المتمرِّسين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق