إيطاليا: مقيم مغربي في تيرني يتصدى لرجل مسلح ويمنع كارثة: "لم أتحمل رؤية الناس خائفين"

الإيطالية نيوز، الأربعاء 9 يوليو 2025 – في موقف بطولي أثار الإعجاب في إيطاليا، تصدى المواطن المغربي «يونس»، البالغ من العمر أربعين عامًا والمقيم في حي "بورغو بوفيو" بمدينة "تيرني"، لرجل كان يثير الذُّعر في الشارع، حيث تَمكَّن من نزع سلاحه وتسليمه للسُّلطات، رغم تعرَّضه للتهديد المباشر بسلاح ناري.

تفاصيل الحادثة

يروي «يونس» تفاصيل تلك اللحظات قائلًا: “لقد دفعني بأنبوب معدني، لكنِّي حاولتُ الحفاظ على هدوئي. أردت أن أوصل له رسالة مفادها أن هناك من لا يخافه، وأن عليه العودة إلى منزله. لكنَّه في لحظة ما أخرج مسدَّسًا ووجَّهه نحو رأسي وصدري مرارًا.”

وقع الحادث مساء الأحد عند نحو الساعة 10:30 ليلًا، حين كان «يونس» يعمل على جهاز الكمبيوتر في منزله، قبل أن يسمع صُراخًا في الشارع.

“في البداية ظننتُ أنه مجرَّد رجل مخمور يثير بعض الضجيج، لكنَّه بدأ يوجِّه الشتائم والتهديدات للجميع، ثم قام بتجريد نفسه من ملابسه”، يقول «يونس». عندها قرَّر النزول إلى الشارع لمحاولة تهدئة الموقف، لكن الأمور تصاعدت سريعًا.

الاعتداء والتهديد بالسلاح

في محاولة للتدخُّل، تعرَّض «يونس» للضَّرب بواسطة قضيب معدني، ما تسبَّب له في إصابة بالبطن. وبعد لحظات من اختفاء المعتدي، عاد مجدَّدًا وهو يحمل مسدَّسًا، ووجَّهه نحو «يونس» مهدِّدًا إياه أكثر من مرَّة.

ورغم خطورة الموقف، استغل «يونس» لحظة غفلة من المعتدي وتمكَّن من نزع السلاح منه وتثبيته أرضًا حتَّى وصلت قوات الشرطة. وبعد القبض عليه، لم يتوقَّف المعتدي عن إطلاق التهديدات، قائلًا لِـ «يونس»: “أنت ميت”.

في اليوم التالي، جرى توجيه تهم للمعتدي، تشمل التهديد والمقاومة للسُّلطات، لاسيما وأنَّه عاد مجدَّدًا وهو في حالة سكر للتحرُّش بالمارَّة.

"لا أقبلُ بالظلم... وأريد مدينة أكثر أمانًا"

أُجريت لـ «يونس» فحوصات طبية في قسم الطوارئ، وخرج منه من دون إصابات خطيرة. لكن الموقف كاد أن يتحوَّل إلى مأساة.

“كنتُ خائفًا، فأنا أعيش بمفردي ولدي طفل أعوله. فكرتُ كثيرًا قبل أن أتحرَّك، لأنَّ الأمور يمكن أن تنقلب بسرعة. لكنَّني لا أتحمَّل رؤية الظُّلم، ولا أقبل العيش في اللامبالاة. في الحي يعيش كبار السن وأطفال، وكان لابد من التصرُّف”، يضيف «يونس» في حديثه مع موقع "أومبريا 24".

كما وجَّه رسالة إلى سكان المدينة: “الشرطة لا يمكنها أن تكون في كل مكان، ولا يمكنها أن تصنع المعجزات. نحن كمواطنين يجب أن نلعب دورنا، وأن نتعاون من أجل تيرني أكثر أمنًا وهدوءًا.”

رسالة اندماج وأمل

في ختام حديثه، حرص «يونس» على توجيه رسالة مؤثِّرة، قائلًا: “أنا مغربي، يعني أجنبي، وغالبًا ما يُنظَر إلى الأجانب كأنهم مجرمون، لكن الأمر ليس كذلك. "تيرني" هي بيتي الثاني، إبني وُلد هنا، وأشعر أنَّني أنتمي إلى هذه المدينة. أرجو أن أكون قدوة وأن تتحسَّن الأمور للجميع.”