وأُكِّدت هوية الضحية من خلال الوثائق التي كانت بحوزتها، إلى جانب وشوم مميِّزة على جسدها. ومن المقرَّر أن تُجرى عملية التشريح اليوم في مستشفى "تور فيرغاتا" الجامعي بأمر من المدَّعية العامة «جوليا غوتشوني»، في محاولة لتحديد أسباب الوفاة بدقَّة.
وتشير التقديرات الأوَّلية إلى أنَّ الوفاة وقعت يوم 15 يوليو، أي في اليوم التالي لاختفائها، وهو أيضًا آخر يوم تواصلت فيه مع والدتها، ويُرجَّح أن الوفاة حدثت في الموقع نفسه الذي عُثر فيه على الجثة.
خلفية الحادثة
وكانت والدة «إيمانوِيلا» قد أطلقت نداءً مؤثِّرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في العثور على إبنتها، قائلةً: "أنا يائسة... أرجوكم ساعدوني". وأوضحت أن إبنتها خرجت من المنزل في الساعة 20:35 مساء الإثنين 14 يوليو، معلنةً أنَّها متَّجهة للقاء صديقة، لكنَّها لم تعد منذ ذلك الحين.
وجرى اكتشاف الجثَّة عصر الأحد 20 يوليو، عندما لاحظ أحد المارَّة – كان يُخرِج كلبه للتنزُّه – وجودها بين الأحراش، فسارع بإبلاغ السلطات.
وتعمل الشرطة حاليًا على تتبُّع تحرُّكات الضحية بعد مغادرتها المنزل، من خلال مراجعة كاميرات المراقبة في المنطقة. وفيما لم يُعثَر بعد على هاتفها المحمول، كانت بجانب الجثَّة حقيبة تحتوي على أوراقها الثبوتية، التي ساعدت في التعرُّف على هويتها.
رغم فتح تحقيق جنائي، لم تستبعد السلطات بعد فرضية الوفاة جرَّاء جرعة زائدة، خاصة في ظل معلومات تفيد بأنَّ الضحية كانت قد تعاطت الهيروين في السَّابق. وسيبقى تحديد السَّبب الدقيق للوفاة رهنًا بنتائج تشريح الجثة.
«إيمانوِيلا رودجيري» كانت تحاول بدء حياة جديدة في روما بعد انفصالها عن شريكها
كشفت والدة «إيمانوِيلا رودجيري» أنَّ إبنتها كانت قد عادت إلى روما في 15 يناير الماضي، بعد فترة من الإقامة في مدينة "تورينو" مع شريكها السابق. وأضافت: "انفصلا قبل ستة أشهر، وعندها عادت للعيش معنا في المنزل". في العاصمة، كانت إيمانوِيلا تحاول إعادة بناء حياتها، بحثًا عن فرصة عمل وبداية جديدة.
وتعتقد العائلة أنَّ مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة في المنطقة قد تكشف ما إذا كان هناك شخص أخر قد أوصلها إلى الموقع الذي عُثر فيه على جثتها، خصوصًا وأنَّها لم تكن تقود سيارة. وتقول والدتها: "ربَّما كانت ضحية لعلاقات غير موفَّقة، أو لتورُّط مع رجل ما"، مستبعِدةً في الوقت ذاته أي علاقة بين الحادثة وشريكها السابق الذي لا يزال يقيم في إقليم "البييمونتي"، شمال البلاد.
وكانت آخر كلمات صدرت عن «إيمانوِيلا» قبل اختفائها، بحسب والدتها: "ماما، سأذهب لتناول العشاء مع صديقة في منزل أحد الأصدقاء". كما أرسلت لاحقًا رسالة قصيرة، في الليلة نفسها، تفيد بأنها ستبقى على البحر، واعتذرت عن عدم الرد بسبب نفاد بطارية هاتفها المحمول.
حالة من الحزن والصمت تخيِّم على أسرة الضحية
فيما لا تزال التحقيقات جارية، يعيش والدَا الضحية في حالة من الصدمة العميقة، إذ لم يوجِّها أي تصريحات لوسائل الإعلام منذ تأكيد وفاة إبنتهما. وقالت صديقتان للعائلة للصحفيين بعد خروجهما من منزل الضحية في "كولي أنيينه": "الوالدان داخل المنزل، لم يتحدَّثا إلى أحد، إنهما منهاران تمامًا".
ووُصفت «إيمانوِيلا» من قبل سكان المبنى الذي كانت تقيم فيه بأنَّها "فتاة عادية، لا تبدو عليها أي مشاكل أو اضطرابات". واستذكروها عندما كانت تخرج للتنزُّه مع كلبها في الجوار. كما ذكر موظفو مقهى قريب أنَّها كانت من الزبائن الدَّائمين لديهم: "كنَّا نراها أحيانًا، مثلها مثل كثير من الزَّبائن الذين مرُّوا علينا طوال ثلاثين عامًا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق