"وُلْ استريت جورنال": مشايخ فلسطينيون يطرحون بديلًا لاتفاق أوسلو ويرغبون بالانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام" - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

"وُلْ استريت جورنال": مشايخ فلسطينيون يطرحون بديلًا لاتفاق أوسلو ويرغبون بالانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"

"وُلْ استريت جورنال": مشايخ فلسطينيون يطرحون بديلًا لاتفاق أوسلو ويرغبون بالانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"

«وديع الجعبري»
الإيطالية نيوز، الأحد 6 يوليو 2025 – في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023 وتداعياته، لم تبدُ فكرة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين أكثر بُعدا عن الواقع مما هي عليه اليوم. إلا أن هذه القطيعة قد تكون فرصة لطرح نهج جديد نحو السلام، تقوده هذه المرة شخصيات تقليدية من داخل المجتمع الفلسطيني.


من خيمته التقليدية في مدينة "الخليل"، كبرى مدن الضفة الغربية، يقول الشيخ «وديع الجعبري»، المعروف أيضاً باسم «أبو سناد»: “نريد التعاون مع إسرائيل... نريد التعايش.

تصريحات مماثلة سبق أن قالها والده أيضا، لكن هذه المرة، بحسب المراقبين، تحمل أبعادا عملية.

الشيخ «الجعبري»، إلى جانب أربعة من أبرز مشايخ مدينة "الخليل"، وقعوا رسالة تعلن الاعتراف الكامل بدولة إسرائيل كدولة يهودية، وتدعو إلى انفصال "الخليل" عن السلطة الفلسطينية وتأسيس "إمارة" محلية تنضم لاحقاً إلى "اتفاقيات إبراهيم"، التي وقعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل في السنوات الأخيرة ، بينها الإمارات العربية المتحدة ومملكتي البحرين والمغرب.

الاعتراف المتبادل

الرسالة، الموجهة إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي «نير بركات»، والذي التقى المشايخ أكثر من 12 مرة منذ فبراير، تنص على أن "إمارة الخليل" ستعترف بدولة إسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي، مقابل اعتراف إسرائيل بالإمارة كالممثل الرسمي للعرب في منطقة "الخليل"."


وبحسب ما ذكرته صحيفة "وُلْ استريت جورنال"، الرسالة تطالب بإطلاق مفاوضات للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، وترتيبات جديدة بديلة عن "اتفاقيات أوسلو" التي وصفتها بأنها جلبت "الضَّرر، الموت، الكوارث الاقتصادية والدَّمار"، وحلَّت سُلطة فاسدة مكان الزَّعامات العائلية التقليدية.


تعاون اقتصادي وخطط تشغيل

يقترح المشايخ اتِّفاقًا لتوظيف آلاف العمَّال الفلسطينيين في إسرائيل، بدْءًا بـ1,000 عامل وصولاً إلى 50,000 مستقبلًا، بدلًا من الوضع الحالي الذي توقَّفت فيه التصاريح بعد هجوم أكتوبر. وتدعو الرسالة إلى تطبيق "سياسة عدم التسامح مطلقًا مع الإرهاب"، في إشارة إلى توقُّف السُّلطة عن دفع مكافآت للأسرى والمهاجمين، وهو ما تفعله حاليًا بحسب الرِّسالة.


كما تتضمَّن الخُطَّة إقامة منطقة صناعية مشترَكة على مساحة تزيد عن 1,000 دونم قرب الجدار الفاصل بين الخليل وإسرائيل، ما قد يوفِّر عشرات آلاف فرص العمل.

نفوذ القبائل مقابل السلطة الفلسطينية

قائمة الموقِّعين على المبادرة تشمل 8 مشايخ بارزين يُمثِّلون نحو 204,000 نسمة، و13 شيخاً إضافياً يمثلون نحو 350,000 آخرين، مما يجعل غالبية سكَّان منطقة "الخليل" تحت مظلَّة المبادرة.


الشيخ «الجعبري»  يقول: أُخطِّطُ لقطع العلاقة مع السلطة الفلسطينية... فهي لا تُمثِّلنا. إسرائيل جلبت منظمة التحرير إلينا من المنفى وفرضتها علينا.

مشايخ أخرون يتَّهمون السُّلطة بالفساد، سرقة الأموال وحتى الاستيلاء على المياه. أحدهم قال: “نعيش فقط لأن «بركات» طلب من رئيس مستوطنة كريات أربع مد أنبوب مياه إلى وسط الخليل.

خطة "الإمارات الفلسطينية"

الفكرة تقف على رؤية طرحها الأكاديمي الإسرائيلي «مردخاي كيدار» منذ عقدين، وتقوم على إنشاء كيانات محلية – "إمارات" – تُدار من قبل العائلات التقليدية في مدن الضفة، على غرار أنظمة الحكم في الخليج. ويعتقد «كيدار» أنَّ فشل الدولة القومية الفلسطينية كمفهوم سببه تجاهل البُنى الاجتماعية العشائرية العميقة.


"الخليل"، باعتبارها مدينة محافظة تقليدية مقارنة بـ "رام الله"، يُنظر إليها كنموذج أولي يمكن أن يُحتذى به في مدن أخرى لاحقاً مثل "بيت لحم".


موقف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية

فيما يدعم وزير الاقتصاد «بركات» المبادرة علنًا، إلَّا أنَّ جهاز الأمن العام (الشاباك) والمؤسَّسة العسكرية الإسرائيلية يُبدون تحفُّظات كبيرة. مصادر أمنية ترى أنَّ السلطة الفلسطينية تظلُّ شريكًا أساسيًا في حفظ الأمن في الضفَّة، وتحذِّر من فوضى محتملة حال تفكيكها من دون بديل منظَّم.


الجنرال الإسرائيلي المتقاعد «غادي شامني» يقول: كيف يمكن التعامل مع عشرات العائلات المسلَّحة، لكل منها نظامها؟ ستكون كارثة.

أما الجنرال «أمير أفيفي»، مؤسِّس "منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي"، فيؤيِّد المبادرة، ويصف السلطة بأنَّها "حاضنة للإرهاب"، متَّهمًا إياها بتلقين الكراهية في المدارس ودفع رواتب للمهاجمين.

ماذا بعد؟

المشايخ يقولون إنَّ بإمكانهم إخراج السُّلطة من "الخليل" في غضون أيام، شرط أن لا تتدخَّل إسرائيل. ويأملون أن يحظوا بدعم الولايات المتحدة والرئيس «دونالد ترامب». يقول أحدهم: إذا حصلنا على مباركة الرئيس «ترامب»، يمكن أن تصبح "الخليل" مثل دبي.

في الوقت ذاته، تثير الخطة قلقًا واسعًا من احتمالات الصراع الداخلي، ومن ردود فعل دولية غاضبة، خاصة في ظل غياب إجماع فلسطيني أو غطاء سياسي رسمي.


لكن بالنسبة للشيخ «الجعبري»، لا رجعة عن هذا المسار. يختم بقوله:“الخيانة كانت في أوسلو. أنا أؤمنُ بطريقي. ستكون هناك عوائق، لكنَّنا سنكسِّرُ الصَّخر بالحديد.”

عائلة الجعبري تتبرأ من مبادرة "إمارة الخليل" وتؤكد: لا تمثلنا ولا تمثل موقف العائلة

أعلنت عائلة «الجعبري»، إحدى أكبر العائلات في مدينة "الخليل"، جنوب الضفة الغربية، رفضها القاطع للمبادرة التي طرحت مؤخَّرًا تحت مُسمَّى "إمارة الخليل"، والتي دعت إلى الانفصال عن السُّلطة الفلسطينية والاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.

وأكَّدت العائلة، في بيان رسمي صدر عنها، على أنَّ هذه المبادرة “لا تُمثِّل العائلة بأي شكل من الأشكال”، وأنَّ صاحبها “يتحدَّث بإسمه الشخصي فقط ولا يملك أي تفويض اجتماعي أو عائلي لإطلاق مثل هذه الطروحات السياسية الحساسة.”

وأضاف البيان: “عائلة «الجعبري» تؤكِّد على التزامها بالثوابت الوطنية الفلسطينية، وتدعو إلى وحدة الصف ورفض أي مشاريع مشبوهة من شأنها تمزيق النسيج الوطني أو المساس بحقوق شعبنا المشروعة.”


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا