ويُنهي الاتفاق صراعًا بدأ عام 1988 في إقليم "ناغورنو كاراباخ" ذي الغالبية الأرمينية، والواقع داخل أراضي أذربيجان، والذي شهد خلال 35 عامًا حربين أوقعتا عشرات الآلاف من القتلى وأدت إلى نزوح شبه كامل لسكان الإقليم.
الاتفاق، الذي وُقِّع الجمعة 8 أغسطس، لا تزال تفاصيله الكاملة غير معلنةً، إلَّا أنَّ وسائل إعلام محلية نشرت نص مذكرة تفاهم تُمهِّد لتنفيذه، وتتضمَّن إقرار إنشاء ممر "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي" بطول 43 كيلومترًا، يخضع للقوانين الأرمينية، ويربط أذربيجان بأراضيها المعزولة، ما يتيح لها التجارة مباشرة مع تركيا. وبحسب صحيفة "بوليتيكو"، منحت أرمينيا الولايات المتحدة حقوق تطوير الممر لمدة 99 عامًا، بينما أفادت "سي إن إن" بأن واشنطن تخطط لإنشاء خط سكة حديد وأنابيب نفط وغاز، إضافة إلى خط ألياف ضوئية ضمن الممر. كما سيشمل الاتفاق مع الولايات المتحدة تعاونًا في مجالات التجارة والنقل والطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
النزاع بين البلدين يعود إلى ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، حين سيطر انفصاليون أرمن على أجزاء من "ناغورنو كاراباخ" وأعلنوا "جمهورية آرتساخ" بهدف الانضمام إلى أرمينيا. وأدَّت الحرب الأولى إلى مقتل نحو 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف، معظمهم من الأذريين، وانتهت باتِّفاق وقف إطلاق نار بوساطة روسية في 1994.
ورغم استمرار التوتُّر، صمد الاتِّفاق حتَّى اندلاع الحرب الثانية في 2020، والتي انتهت بانتصار واضح لأذربيجان واستعادة مساحات واسعة من الإقليم، وفق اتِّفاق سلام جديد رعته موسكو، شمل نشر 2000 جندي روسي لحفظ السلام على مدى خمس سنوات، خاصة في "ممر لاتشين" الرابط بين الإقليم وأرمينيا.
وفي سبتمبر 2023، شَنَّت أذربيجان هجومًا واسعًا على ما تبقى من آرتساخ، أنهته خلال يوم واحد، ما أدَّى إلى نزوح أكثر من 100 ألف أرمني – أي نحو %99 من سكان "ناغورنو كاراباخ" – وحلّ الجمهورية المعلنة من طرف واحد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق