وتدعم كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا و إيطاليا و بولندا و فنلندا الموقف الأوكراني، الرافض لأي اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمَّن شروطًا يعتبرها «زيلينسكي» “غير مقبولة”، وعلى رأسها التنازل عن أراضٍ سيطرت عليها روسيا بعد غزوها في عام 2022. وأعرب «زيلينسكي»، الأحد، عن امتنانه للقادة الأوروبيين لمساندتهم مطلبه في الانضمام إلى المفاوضات، وهو موقف جدَّده أيضًا المستشار الألماني «فريدريش ميرتس».
واجتمع ممثلون عن الدول الأوروبية، السبت، في المملكة المتحدة مع نائب الرئيس الأميركي «جيه دي فانس»، ووزير الخارجية البريطاني «ديفيد لامي»، وعدد من كبار المسؤولين الأوكرانيين، سعيًا لمعرفة نوايا إدارة «ترامب» والضغط لإشراك «زيلينسكي» وممثلين أوروبيين في المفاوضات. ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر في الإدارة الأميركية أن هناك احتمالًا لإجراء لقاء ثلاثي، لكن على الأرجح في مرحلة لاحقة، نزولًا عند رغبة «بوتين».
التطوُّرات الأخيرة جاءت مفاجئة لكييف والعواصم الأوروبية، بعد أن أبدى «بوتين» خلال لقائه في الكرملين، الأربعاء الماضي، مع المبعوث الأميركي «ستيف ويتكوف»، استعداده للتفاوض لأول مرَّة منذ شهور، بعدما كان يرفض أي نقاش حول مسألة الأراضي. ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز”، فإنَّ «بوتين» “تحدث بلغة يفهمها «ترامب» – لغة الصفقات العقارية – ليضمن لقاءً ثنائيًا مع الرئيس الأميركي، من دون حضور «زيلينسكي»، لعرض مقترحه للسلام”.
وتخشى أوكرانيا وشركاؤها الأوروبيون أن يسعى «ترامب» إلى إبرام اتفاق مع «بوتين» وفرضه لاحقًا على كييف، حتى لو تضمّن تنازلات إقليمية. ووفقًا لتسريبات من وسائل إعلام أميركية، فإنَّ مطالب «بوتين» قد تشمل اعتراف أوكرانيا بضم روسيا لِـ"شبه جزيرة القرم" منذ 2014، والسيطرة الكاملة على إقليم "دونباس" بما في ذلك الأجزاء الخاضعة حاليًا للسيادة الأوكرانية، إضافة إلى تجميد خطوط القتال على وضعها الحالي، ما يشمل المناطق التي تسيطر عليها روسيا في "خيرسون" و "زابوريجيا".
ورغم أن “وُل ستريت جورنال” أشارت إلى أن هذه المطالب أقل تشدُّدًا من شروط «بوتين» السابقة – التي تضمَّنت السيطرة الكاملة على "خيرسون" و "زابوريجيا"، ونزع سلاح أوكرانيا، وتغيير حكومتها – إلَّا أنَّها تبقى مرفوضة من جانب كييف، نظرًا لتضمُّنها التنازل عن أراضٍ تحت سيطرتها.
وتصرُّ أوكرانيا، بدعم من أوروبا، على أن أي مفاوضات يجب أن تسبقها هدنة، وأن أي تنازل إقليمي ينبغي أن يقابله انسحاب روسي من مناطق أخرى. كما تطالب بضمانات أمنية بمشاركة جيوش أوروبية وأميركية، والحفاظ على حقها في الانضمام مستقبلًا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” – وهي شروط يرفضها «بوتين» حتَّى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق