المجموعة اليمينية المتطرفة "الوطنيون من أجل أوروبا" بقيادة «جوردان بارديلّا»، قَدَّمت الأربعاء أوَّل مُذكِّرة بعد أن جمعت 85 توقيعًا، متجاوزةً الحد الأدنى المطلوب وهو 72. وفي اليوم التالي، قَدَّم تحالف اليسار مُذكِّرة مماثلة بدوره بعدما جمع العدد الأدنى من التواقيع. وتُطالِب المذكِّرتان باستقالة «فون دير لاين» وكامل هيئة المفوِّضين، بدعوى فقدان الشرعية السياسية وخيانة التفويض الممنوح من الاتحاد الأوروبي.
وتنتقد مذكِّرة اليمين أداء المفوضية في ملفَّات السلام والتنافسية والهجرة، وتصف اتِّفاقات التجارة الحرَّة الأخيرة مع "ميركوسور" والولايات المتحدة بأنَّها "خضوع لواشنطن وإضرار بالمزارعين والشركات الأوروبية". أمَّا مذكِّرة اليسار، فَتُركِّز على ما تعتبره نزعة سلطوية في عمل المفوِّضية، وتمرير اتِّفاقيات تجارية "غير متكافِئة" من دون تفويض ديمقراطي، إضافة إلى اتِّهامها بالعجز عن التعامل مع الحرب في قطاع غزة التي يقول مُقَدِّموها إنَّها أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص. وطالب نوّاب اليسار بتجميد اتِّفاق الشراكة مع إسرائيل، وفرض عقوبات، وإقرار حظر عالمي على السِّلاح. كما تضمَّنت المذكِّرة انتقادات لسياسات المناخ والتعامل مع الأزمات الاجتماعية داخل الاتحاد.
وبحسب الإجراءات، سيجري التحقُّق أولًا من صحَّة التواقيع، على أن تُحدِّد رئيسة البرلمان الأوروبي «روبرتا ميتسولا» موعد النقاش والتصويت في الجلسة العامة المقرَّرة مطلع أكتوبر في "ستراسبورغ".
ولإجبار المفوضية على الاستقالة، يَشترِط الدستور الأوروبي تأييد ثلثي أعضاء البرلمان، وهو رقم لا يمكن لليمين المتطرِّف أو اليسار بلوغه بمفردهما.
ورغم استبعاد اليسار دعم مذكِّرة "الوطنيين"، لم يَستبعِد «بارديلا» إمكانية أن يدعم حزبه مذكّرة اليسار إذا اتَّفق معها في المضمون. ومع ذلك، يرى مراقبون أن فرص إسقاط المفوِّضية ضئيلة، لكن الخطوة تمثِّل ضربة سياسية قوية لِـ «فون دير لاين»، التي تواجه انتقادات من معسكرين متناقضين في وقت واحد، في سابقة تعكس حجم الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق