وأكَّدت الحركة في بيانها التزامها بنقل إدارة قطاع غزة إلى حكومة فلسطينية تكنوقراطية (فنية) تقوم على التوافق الوطني وتحظى بدعم العالمين العربي والإسلامي. أمَّا بقية البنود التي طرحها «ترامب»، فقد أشارت "حماس" إلى أنها ستُناقَش ضمن إطار وطني فلسطيني شامل وموحَّد، باعتبار أن الحركة «تُمثِّل جزءًا فقط من هذا الإطار».
من جانبه، رَحَّب «ترامب» برد حماس ووصفه بالإيجابي، قائلًا إن الحركة «مستعدة لسلام دائم»، وموجِّها أوامرًا إلى إسرائيل بوقف جميع الهجمات على قطاع غزة فورًا. إلَّا أنَّ القصف الإسرائيلي استمرَّ طوال الليل.
وفي نص الرَّد الذي نشرته وسائل إعلام فلسطينية مُقرَّبة من الحركة، جاء: “تماشيًا مع الوصول إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار وانسحابٍ كاملٍ من قطاع غزة، تعلن حماس عن موافقتها على إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، أحياءً وأمواتًا، ضمن صفقة التبادل الواردة في مقترح الرئيس «ترامب»، شريطة توفير الظروف الميدانية اللّازمة لذلك.”
وأضاف البيان أنَّ “الحركة مستعدة لبدء مفاوضات فورية عبر الوسطاء لمناقشة تفاصيل العملية، مُجدِّدةً موافقتها على تسليم إدارة القطاع لسلطة فلسطينية من المستقلين (التكنوقراط) تقوم على التوافق الوطني وتلقى الدعم العربي والإسلامي.”
أما القضايا الأخرى الواردة في المقترح الأمريكي، والمتعلقة بمستقبل غزة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، فقد أكدت حماس أنَّها مرتبطة بالموقف الوطني الفلسطيني الموحَّد، وستُبحَث في إطار حوار وطني شامل تشارك فيه الحركة «بمسؤولية وفاعلية».
وفي رسالة مصوّرة عقب إعلان "حماس"، قال «ترامب»: “هذا يوم عظيم، وربما غير مسبوق من نواحٍ عديدة.” وشكر الرئيس الأمريكي مصر وقطر وبقية الدول العربية التي ساهمت في الوساطة، مضيفاً أنَّ “السلام في الشرق الأوسط بات قريباً جداً.”
كما دعا «ترامب» إسرائيل إلى التوقُّف الفوري عن قصف غزة، لتسهيل إجلاء الأسرى بسرعة وأمان، موضحاً أن “الوضع الميداني حالياً بالغ الخطورة.”
لكن تقارير إعلامية إسرائيلية نقلت عن مسؤولين قولهم إن طلب «ترامب» فاجأ رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو»، الذي كان يسعى إلى تنسيق موقف مشترك مع واشنطن لتصوير رد "حماس" كرفضٍ فعليٍ لوقف إطلاق النار.
ورغم الدعوة الأمريكية، تواصلت الغارات الإسرائيلية صباح اليوم، حيث أسفرت إحداها عن مجزرة راح ضحيتها 21 شخصا في حي التفاح شرق مدينة غزة، فيما لا تزال 15 جثة على الأقل تحت الأنقاض. وأكدت هيئة الدفاع المدني في غزة على أنَّ القصف الكثيف استمر طوال الليل، بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنَّ الجيش تلقى أوامرا بالاكتفاء بعمليات «دفاعية» فقط.
أمَّا خطة «ترامب» لغزة، التي كُشف عنها هذا الأسبوع، فتقوم على وقف إطلاق النار، ونزع سلاح القطاع بالكامل، والإفراج عن جميع الأسرى، وفتح الممرات الإنسانية، وإنشاء هيئة رقابة خارجية يرأسها «ترامب» نفسه بالتعاون مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير».
