وأوضح المستشار في «الكرملين»، «يوري أوشاكوف»، أنَّ موسكو وواشنطن ستباشران "من دون تأخير" التحضيرات للقاء جديد قد يُعقد في «بودابست»، واصفًا الحدث بأنَّه "في غاية الأهمِّية". من جانبه، وصف «ترامب» الاتصال الهاتفي بأنَّه كان "بنّاءً ومثمرًا".
في المقابل، أفادت وسائل الإعلام الروسية بأنَّ «بوتين» "أبدى فورًا موافقته على فكرة اللِّقاء"، واتَّفق الزعيمان على الحفاظ على قنوات اتِّصال منتظمة. وأكد الرئيس الروسي التزام بلاده "بإيجاد حل سياسي ودبلوماسي سلمي" للحرب، لكنَّه قدَّم أيضًا عرضًا للوضع الميداني، مٌحذِّرًا «ترامب» من "عواقب تزويد أوكرانيا بصواريخ" بعيدة المدى.
وبحسب تقارير روسية وغربية، حذَّر «بوتين» من أن إرسال صواريخ "توماهوك" إلى كييف سيؤدِّي إلى تدهور العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا، ويعرقل مسار السلام، من دون أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في موازين القوى على الأرض، حيث "تسيطر القوات الروسية بالكامل على زمام المبادرة الاستراتيجية على طول خطوط القتال"، على حد قوله.
وعلَّق «ترامب» لاحقًا أمام الصحفيين مازحًا: «ماذا تظنُّون أنَّه قال؟ هل طلب مني بيع صواريخ توماهوك؟» ثم أضاف: «كلا، لا يريد ذلك»، واصفًا الصواريخ بأنَّها «سلاح فتَّاك».
وخلال المكالمة مع «بوتين»، أشار «ترامب» إلى أنَّ إنهاء الحرب في أوكرانيا سيفتح «آفاقًا هائلةً للتعاون الاقتصادي» بين واشنطن وموسكو. وتعتبر الإدارة الأمريكية أن تعزيز التعاون مع روسيا يمثِّل أولوية استراتيجية، في محاولة لإضعاف الشراكة الوثيقة بين موسكو وبكين، الخصم الجيوسياسي والتجاري الأوَّل للولايات المتحدة. وفي ضوء ذلك، ومع الأهمية التي يوليها «ترامب» للتوصُّل إلى اتِّفاق سلام بين موسكو وكييف، يبدو من غير المرجَّح أن تقدم واشنطن في المدى القريب على تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك".
ويُلاحَظ أنَّ الحكومات الأوروبية لم تُبَلَّغ مسبقًا بحدوث هذا الاتِّصال، في مؤشِّر على تجاوز واشنطن لبروكسل مجدَّدًا، كما حدث خلال لقاء «ترامب» و «بوتين» في «ألاسكا» في أغسطس الماضي. وتبدو أوروبا اليوم عاجزةً سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا عن لعب دور محوري في المفاوضات الرَّامية إلى إنهاء الحرب الذي تقترب من عامها الرابع.
ويُعدُّ رئيس الوزراء المجري «فيكتور أوربان» الزعيم الأوروبي الوحيد الذي حافظ على علاقات جيِّدة مع موسكو، وليس من قبيل الصدفة أن اللِّقاء المرتقَب بين «ترامب» و «بوتين» سيُعقد في «بودابست». وكتب «أوربان» على منصة "إكس": «اللِّقاء المقرَّر بين الرئيسين الأمريكي والروسي يُعتبر خبرًا سارًا لكل الشعوب المُحِبة للسلام».
🕊️ If Europe wants real peace, its war plans must be scrapped and everything must be recalibrated. Peace must be achieved, and it must be backed by strength. It’s time for Europe to step onto the path of common sense! pic.twitter.com/k7qgao2ia1
— Orbán Viktor (@PM_ViktorOrban) October 17, 2025
ومن المُنتظَر أن يُعقَد الاجتماع بين «ترامب» و «بوتين» بعد جولة من المحادثات بين فرق العمل التي يقودها وزير الخارجية الأمريكي «ماركو روبيو» ونظيره الروسي «سيرغي لافروف»، والمقرَّر عقدها الأسبوع المقبل في موقع لم يُحدَّد بعد.
وفي الأثناء، يجري الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» محادثات في المكتب البيضاوي مع «ترامب» لإطلاعه على فحوى مكالمته مع «بوتين». وتشير التقارير الأخيرة إلى أنَّ استقبال «زيلينسكي» في واشنطن كان فاترًا، إذ لم يكن في استقباله أي من كبار المسؤولين في إدارة «ترامب» لدى وصوله إلى المطار.
ويُرجِّح المراقبون أن يُضطَرَّ «زيلينسكي» إلى التخلِّي عن فكرة توجيه ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية بصواريخ "توماهوك"، وأن يبدأ التفكير جديًا في مسار التسوية السلمية. ووفقًا لوكالة الأنباء الروسية "تاس"، فإنَّ «ترامب» سيأخذ في الحسبان جميع النقاط التي أثارها «بوتين» خلال مكالمتهما الهاتفية أمس، خلال لقائه المرتقب اليوم مع «زيلينسكي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق