وأظهرت مقاطع مصوّرة انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي عددا من السياح الإسرائيليين وهم يردون على المتظاهرين بإشارات مهينة وبصق وتهديدات بالاعتداء الجسدي، بينها عبارات مثل: «لا تعبثوا مع الشعب الإسرائيلي» و«سأقتلكم»، قبل أن تتدخل الشرطة للفصل بين الجانبين.
ووفق ما أفاد به ممثلو حركة «Extinction Rebellion» (الثورة ضد الانقراض) في إقليم «بوليا»، فقد نُقلت فتاة بين المتظاهرين لاحقا إلى المستشفى بواسطة سيارة إسعاف.
وأقيمت الفعالية التضامنية مع الشعب الفلسطيني يوم الجمعة الماضي تزامنا مع وصول السفينة «كْراوُن إيريس» التابعة لشركة Mano Cruise. وبحسب بيان للناشط «لوكا ديبينديتيس» نشرته وسائل إعلام محلية، فإن الشركة الأم Mano Maritime “شاركت خلال عقد ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي في ما عُرف بعملية Exodus بالتعاون مع وزارة الهجرة الإسرائيلية، من خلال نقل أكثر من 140 ألف مهاجر روسي استقرّوا لاحقا في الأراضي الفلسطينية المحتلة.” وأضاف البيان أن مالك الشركة «موشيه مانو» “حظي بتكريم من البحرية الإسرائيلية تقديرا لدعمه في عدة عمليات عبر السنوات.”
وانطلق الاعتصام نحو الساعة الثامنة صباحاً عند منطقة Seno di Levante قرب رصيف المحطة البحرية القديمة، بمشاركة نحو 30 متظاهرا من اللجنة المنظمة، بينما فرضت قوات الأمن طوقا محكماً حول منطقة الميناء. وردّد المشاركون هتافات ضد «الإبادة» وضد حكومة «بنيامين نتنياهو» قبل أن يتحركوا في مسيرة عقب رسوّ السفينة.
احتكاكات في الميناء… وتوتر يتصاعد وسط المدينة
وظهرت أولى بوادر التوتر عند بوابة الميناء، حيث وجَّه بعض السياح الإسرائيليين على متن السفينة شتائم للمتظاهرين. غير أن الحادثة التي أثارت أكبر موجة استياء وقعت في وسط «برينديزي» بعد انتهاء الفعالية.
فبعد التحرك الاحتجاجي، توجّهت مجموعة من المشاركين—وكانوا يرتدون رموزا تشير إلى دعمهم للقضية الفلسطينية ويحملون علم فلسطين—إلى أحد المقاهي في قلب المدينة. وما إن لمحهم عدد من السياح حتى بدأوا بمضايقتهم لفظيا. وعند طلب المتظاهرين «تركهم بسلام»، ردّت إحدى السائحات بعبارات مسيئة وتصعيد لفظي، قالت بينها: “أنت غبي مثل حذائي”، قبل أن تواصل إهاناتها. وأضافت مهددة: “تبدو مثليّاً؛ هل تعرف ما يفعلون بالمثليين؟ يقطعون أعضاءهم”، في إشارة—بحسب سياق الفيديو—إلى الفلسطينيين أو فصائل المقاومة. ثم قالت موجهة مزيدا من التهديدات: “يا ابن الـ… سأقتلك”، قبل أن تبصق باتجاه المتظاهرين. وقد أمسك بها رجل كان برفقتها قبل أن تتوجه إلى جلسة خارجية في المقهى وتواصل توجيه الإشارات المهينة نحو المجموعة.
ووفق ما نقلته حركة «XR»، فقد استهدف السياح أحد القاصرين بين المتظاهرين، كما «اعتدوا جسديا على فتاة نُقلت لاحقا عبر سيارة إسعاف». وبعد الحادثة، واصل السياح برنامج رحلتهم متوجهين إلى زيارةٍ سياحية في «ألبيروبيلو».
