وكان العمال ينفذون اعتصامًا أمام مطعم صيني يُدعى «تشينتيلا» في شارع «غالتشيانيزي»، احتجاجًا على ما وصفوه بساعات العمل «المرهقة» التي تصل إلى 12 ساعة يوميًا. وقال اتحاد «سود كوباس» في بيان إن «السيناريو المعتاد لانتهاك الحقوق، الذي كان محصورًا في منطقة صناعة الأزياء، امتد الآن إلى مطابخ المطاعم وقاعاتها». وأضاف البيان أن عمالًا ونقابيين تعرضوا للضرب بزجاجات زجاجية، ما أدى إلى إصابتهم بجروح استدعت نقلهم إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن ستة من المصابين كانوا لا يزالون يتلقون العلاج حتى ساعات الليل.
ويخوض اتحاد «سود كوباس» منذ سنوات معركة نقابية عابرة للقطاعات في مدينة «براتو»، تشمل مجالات عمل متعددة. ويُعد هذا الاعتداء الرابع خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والثالث خلال الثلاثين يومًا الأخيرة فقط.
ووقعت أحدث الاعتداءات مساء أمس، 14 ديسمبر، أثناء اعتصام كان ينفذه العمال منذ عشرة أيام أمام المطعم، في إطار تحرك نقابي ضد ساعات العمل الطويلة، والعقود غير النظامية، وظروف العمل الهشة. وقرابة الساعة التاسعة والنصف مساءً، خرج رجلان من المطعم واتجها نحو أحد العمال، حيث قاما بدفعه بعنف ومحاولة سحبه بالقوة إلى داخل المكان. وعندما تدخل المحتجون لمنع ذلك، خرج مالكو المطعم وهم يحملون زجاجات واعتدوا على المتظاهرين. وأفاد بيان للنقابة، صدر في وقت متأخر من الليل، بأن ستة متظاهرين ما زالوا في المستشفى، بينهم عامل ونقابي أُصيبا بجروح نتيجة تحطم الزجاجات التي استُخدمت في الاعتداء.
ويشير اتحاد «سود كوباس» إلى أنه ينشط منذ فترة طويلة في مختلف القطاعات الإنتاجية في براتو، لكنه لم يوسّع تحركاته إلى قطاع المطاعم إلا مؤخرًا. وجاءت هذه الحملة الجديدة بعد أن لجأ عمال أحد المطاعم في مدينة «كالينزانو»، المجاورة ل«براتو»، إلى النقابة لتقديم شكاوى بشأن ظروف عمل وصفوها بالمهينة. وحتى الآن، شملت الحملة أربعة مطاعم، اثنان منها قاما بتثبيت العمال بعقود نظامية.
وعقب الاعتداء، توجّه أكثر من مئة عامل من المنطقة إلى موقع الاعتصام، حيث نُظمت تظاهرة تضامنية عفوية. ومن المقرر تنظيم اعتصام جديد اليوم في شارع «غالتشيانيزي» عند الساعة السادسة مساءً، بهدف التأكيد على حق الإضراب.
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها عمال «براتو»، الممثلون من قبل اتحاد «سود كوباس»، لاعتداءات من أصحاب العمل. فقد سُجلت ثلاث حوادث مماثلة خلال الأشهر الماضية. ومن أبرزها حادثة وقعت في سبتمبر، عندما هاجمت مالكة مغسلة صناعية اعتصامًا لعمال منشأتها، حيث قامت بتخريب الخيام واعتدت على العمال بالضرب. كما شهد منتصف نوفمبر اعتداءً آخر على اعتصام لعمال مركز توزيع بالجملة للملابس، نفذته مجموعة كبيرة من الأشخاص كان بينهم مالكو المركز، وأسفر عن إصابة عدد من العمال، إضافة إلى تعرض عناصر من الشرطة، الذين كانوا يؤمنون الاعتصام، للاعتداء.
ويُعد قطاع النسيج المجال الأكثر نشاطًا للنقابة في «براتو»، حيث يشكو العمال من ساعات عمل تصل إلى 12 ساعة يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع، مع انتشار العقود غير النظامية وأجور متدنية.
