الوثيقة، التي جرى إعدادها بالتعاون مع الولايات المتحدة خلال محادثات عُقدت في مدينة «ميامي» خلال الأيام الماضية، لا تتضمن أي بند يُلزِم أوكرانيا بالتخلِّي عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما تعتبره موسكو خطًّا أحمرًا لا يمكن تجاوزه، الأمر الذي يجعل الخُطَّة، إلى حدٍّ كبير، غير مقبولة من الجانب الروسي.
جرى إرسال النسخة الحالية من المقترح، الأخف وزنًا مقارنة بالمسودَّة الأولى المكوَّنة من 28 بندًا، رسميًا إلى السُّلطات الروسية عبر القنوات الدبلوماسية الأمريكية. وبينما أعلن الرئيس «فولوديمير زيلينسكي» أنه ينتظر رد موسكو خلال اليوم، استبعد المتحدث باسم «الكرملين»، «ديمتري بيسكوف»، الإدلاء بأي تصريحات عامَّة، مشيرًا إلى أنَّ روسيا ستقوم بتقييم الخطَّة الأمريكية بعد تقرير المبعوث «كيريل دميتريف»، الذي التقى في «ميامي» بمبعوثي «دونالد ترامب».
تتراوح ردود الفعل في «بروكسل» و «واشنطن» بين الأمل الحذر والواقعية البراغماتية، إلَّا أنَّ غياب اتفاق مع «موسكو» بشأن الحدود الإقليمية يجعل النتائج النهائية غير مؤكَّدة. وتنصُّ الوثيقة على تجميد خطوط الجبهة الحالية تحت إشراف دولي، مع إمكانية إنشاء مناطق منزوعة السلاح ومناطق اقتصادية حرَّة في شرق البلاد، شريطة انسحاب القوات المتبادل والموافقة على استفتاء أوكراني بعد التوصُّل إلى وقف فعلي لإطلاق النار.
في الوقت نفسه، تتضمَّن الخطَّة مجموعة من الإجراءات الاقتصادية والمؤسَّسية، منها تسريع عملية انضمام أوكرانيا إلى «الاتحاد الأوروبي»، وتوفير حزمة كبيرة من المساعدات والاستثمارات لإعادة الإعمار بعد الحرب، وتشكيل مجلس سلام دولي يضمُّ الولايات المتحدة وأوروبا وحلف «الناتو» وروسيا وأوكرانيا للإشراف على تنفيذ الاتِّفاق. كما تنصُّ المسودَّة على ضمانات أمنية مستوحاة من المادة الخامسة لحلف «الناتو»، مقدَّمة من الولايات المتحدة وأوروبا والدول الموقِّعة، لحماية أوكرانيا من أي اعتداءات مستقبلية من دون الحاجة للانضمام رسميًا إلى الحلف.
وأكد «زيلينسكي» على أنَّ أوكرانيا لن تتخلّى عن طموحها في الانضمام إلى «الناتو»، قائلاً: «الأمر متروك للناتو لاتِّخاذ القرار»، مشدِّدًا على أنَّ البلاد لا تنوي تعديل دستورها لإدراج بند محدَّد بهذا الشأن.
إذا ظلَّ النقاش المركزي يدور حول انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو»، يبقى مستقبل منطقة دونباس و «محطة زابوروجيا» النووية موضوعين مفتوحين، إذ تختلف «كييف» و «واشنطن» في مواقفهما عنهما مقارنة بالمطالب الروسية. كما أوضح «زيلينسكي» أن مسودَّة الاتفاق لا تتضمَّن انسحاب العقوبات الأمريكية المفروضة على «موسكو»، مشيرًا إلى أنَّ «واشنطن» تعتزم رفعها تدريجيًا بعد انتهاء الحرب.
ويبدو أنَّ الخطَّة التي عرضها «زيلينسكي»، أكثر من كونها منصة للتوصُّل إلى حل وسط، تُمثِّل إطارًا سياسيًا يُكرِّس مواقف «كييف» وحلفائها، ويضع على طاولة المفاوضات شروطًا تعتبرها «موسكو» منذ فترة طويلة غير مقبولة.
-
تأكيد سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.
-
إبرام ميثاق عدم اعتداء شامل وغير مشروط بين روسيا وأوكرانيا.
-
حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية.
-
الحفاظ على قوة القوات المسلَّحة الأوكرانية بثمانمئة ألف عنصر في زمن السلم.
-
تقديم ضمانات أمنية من قبل الولايات المتحدة وحلف «الناتو» والدول الأوروبية وفقًا لمعايير مشابهة للمادة الخامسة لحلف «الناتو».
-
التزام روسيا بتشكيل سياسات عدم اعتداء اتجاه أوكرانيا وأوروبا.
-
التزام أوكرانيا بالحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وفقًا لجداول زمنية محدَّدة.
-
إطلاق برنامج تطوير شامل لأوكرانيا، يتم تفصيله في اتفاق منفصل للاستثمارات والازدهار المستقبلي.
-
إنشاء صناديق مخصَّصة لإنعاش الاقتصاد الأوكراني وإعادة إعمار البلاد والتعامل مع القضايا الإنسانية.
-
بعد توقيع الاتفاق، تسريع إتمام اتِّفاقية تجارة حرَّة مع الولايات المتحدة.
-
إنشاء مناطق منزوعة السلاح في مناطق النزاع تحت إشراف دولي.
-
الإدارة المشتركة لِـ «محطة زابوروجيا» النووية بين أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا.
-
التزام مشترك بمجالات التعليم والشمول الاجتماعي، مع برامج لمكافحة العنصرية والتحامل، وتكييف أوكرانيا مع معايير الاتحاد الأوروبي بشأن التسامح الديني وحماية اللغات الأقلية.
-
الاعتراف بخطوط الاتصال الحالية تحت مراقبة دولية، مع انسحاب روسيا من مناطق أخرى كشرط للاتفاق، والالتزام التام بِـ «اتفاقيات جنيف».
-
بعد الاتفاق على ترتيبات إقليمية مستقبلية، تتعهد روسيا وأوكرانيا بعدم تعديل هذه الترتيبات بالقوة.
-
ضمان عدم منع روسيا لأوكرانيا من استخدام نهر «دنيبر» والبحر الأسود لأغراض تجارية.
-
إنشاء لجنة إنسانية لضمان تنفيذ الاتفاق وتسوية القضايا العالقة، بما في ذلك تبادل الأسرى وإعادة لمّ شمل العائلات.
-
إجراء انتخابات حرَّة وتعددية مباشرة بعد توقيع الاتفاق.
-
اعتبار هذا الاتفاق ملزِمًا قانونيًا.
-
تنفيذ وقف كامل لإطلاق النار فور القبول الرَّسمي من جميع الأطراف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق