ومع ذلك، لم يشمل الإفراج أي من المواطنين الإيطاليين، إذ لا يزال «ألبرتو ترنتيني»، العامل الإنساني المحتجز منذ أكثر من 400 يوم من دون توجيه تهم رسمية، محتجزًا إلى جانب «دانييل إيكيناغوتشا» و«بيادجو بيليري»، اللذين تُعتبر صحتهما هشة وفقًا لعائلاتهما.
وتواصل وزارة الخارجية الإيطالية والسفراء المعنيون القنوات الدبلوماسية من أجل إطلاق سراحهم، بينما تطالب المنظمات غير الحكومية وعائلات المحتجزين بمزيد من الشفافية بشأن ظروف الاحتجاز ومصير ذويهم.
في هذا السياق المأساوي، تظل أوضاع المواطنين الإيطاليين المحتجزين في فنزويلا غامضة ومقلقة. ووفق تصريحات عامة لوزير الخارجية الإيطالي «أنطونيو تاياني»، يُقدر عدد الإيطاليين المحتجزين بما لا يقل عن 13 شخصًا، لكن لا يوجد سجل رسمي أو معلومات مفصلة عن حالتهم الصحية وظروف احتجازهم. وتظل الردود الرسمية غامضة، كما أشار السيناتور «روبرتو مينيا»، مؤكّدًا أن استجوابًا برلمانيًا حول حالة «بيادجو بيليري»، قدّم قبل أكثر من عام، لم يحصل على أي إجابة. وأكد «مينيا» على واجب أخلاقي يتجاوز الحالات الفردية: وهو الدفاع عن جميع من يُحرمون في فنزويلا من حقوقهم الأساسية، إذ غالبًا ما تظهر هذه القصص فقط عندما تكسر العائلات الصمت، كما حصل في حالات «ألبرتو ترنتيني» و«دانييل إيكيناغوتشا».
تتعقد القضية أكثر مع استمرار شركة إيني الإيطالية في نشاطها في فنزويلا، حيث تنتج الغاز الطبيعي للاستهلاك المحلي رغم القيود المالية الناجمة عن العقوبات الأمريكية، وفق تحقيق نشره «نيويورك تايمز» في 6 ديسمبر 2025.
وفي رسالة مفتوحة، ناشدت زوجات المواطنين الإيطاليين المحتجزين، «بيادجو بيلييري» و«دانييل إيكيناغوتشا»، المجتمع الإيطالي والكنيسة والمؤسسات الرسمية والحكومة، بالتحرك العاجل لحماية حياة أزواجهن: “نحن نعيش الخوف الدائم من فقدان أزواجنا في السجن، ضحايا نظام يعزل ويعذب ويترك الناس يموتون. نحن نطالب الدولة الإيطالية والمجتمع الدولي بالتدخل الفوري، وتفعيل جميع القنوات الدبلوماسية والسياسية الممكنة لضمان حياتهم وإعادتهم إلى عائلاتهم.”
ويعاني «بيادجو بيلييري»، 60 عامًا، من أمراض مزمنة متعددة تشمل ارتفاع ضغط الدم، والأمراض العضلية والعظمية، والجهاز الهضمي، بينما يُحتجز في عزلة كاملة دون رعاية طبية أو ضمانات قضائية. أما «دانييل إيكيناغوتشا»، 47 عامًا، فقد فقد أكثر من 18 كيلوغرامًا ويعاني من تدهور صحي ونفسي خطير نتيجة ظروف احتجازه السيئة وغياب العلاج.
وتختتم الرسالة بنداء واضح: “في أيام الاستعداد للاحتفال بعيد الميلاد، نطلب من إيطاليا ألا تسمح لأزواجنا بقضاء عيد آخر في العزلة، بعيدًا عن أحضان عائلاتهم، وندعو إلى تدخل إنساني عاجل وحازم لإنقاذ حياتهم.”

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق