- كانت ألمانيا سنة 1789 مقسمة إلى أكثر من 300 ولاية بين كبيرة وصغيرة ولا تجمع بينها رابطة ، سوى رابطة التبعية لحكم إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة .
- وفي أعقاب الثورة الفرنسية وهجوم نابليون على ألمانيا أدى إلى زوال الإمبراطورية الرومانية المقدسة سنة 1806 من عالم الوجود، وأصبحت ألمانيا مقسمة إلى ثلاث وحدات رئيسية هي : النمسا وبروسيا واتحاد الراين .
- وبذلك يعتبر نابليون هو البادئ بعملية توحيد ألمانيا، هذا إلى جانب أن سياسة التعسفية وكبرياءه قد ساعدا على إثارة الروح القومية في الشعوب الألمانية.
- بعد انتهاء مؤتمر فينا سنة 1815 ساد عهد من الهدوء النسبي استمر 33 عاماً، أي من 1815-1848.
- وفي تلك الفترة كان مستشار النمسا مترنيخ هو أقوى حاكم مسيطر في ألمانيا وكرّس جهوده للاحتفاظ بالنظام القديم الذي كان يسود أوروبا قبل الثورة الفرنسية .
- وكانت مملكة بروسيا هي التالية في القوة بعد النمسا. لكن بروسيا كانت تشكو من انفصال شطريها الشرقي والغربي عن بعضهما، بحيث كانت توجد في الوسط عدة ولايات مستقلة تفرض ضرائب ورسوم جمركية على البضائع التي تخترق حدودها.
- فنشأت فكرة توحيد الألمان - ما عدا النمسويين- في اتحاد جمركي أطلقوا عيه اسم الزلفرين الذي تأسس سنة 1818م.
- وكانت هذه الوحدة الاقتصادية أول خطوة نحو الوحدة السياسية لألمانيا، وقد أدى نجاح هذا الاتحاد الاقتصادي إلى اجتذاب جميع الولايات الألمانية لهذا الاتحاد.
- وفي عهد وليم الأول أو (ولهلم الأكبر) الذي حكم ابتداءً من سنة 1861 تم تعيين بسمارك وزيراً أول لملك النمسا.
- وكان بسمارك ينادي بضرورة تنازل أسرة الهبسبرج النمسوية عما تدعيه من زعامة على الولايات الألمانية، وكان يجاهر بهذا الموقف لتعلم به النمسا .
- وعندما توفي ملك الدنمرك فريدريك السابع سنة 1863 وكانت تقع تحت سيطرته دوفيه هو لشتاين ذات السكان الألمان، ويوجد فيه موقع كييل الاستراتيجي على بحر البلطيق ، ويضاف إلى ذلك فقد كان يحكم ملك الدنمرك دوفيه شلزويج وكان سكانها خليط بين الألمان والدنمركيين.
- لما مات ملك الدانمرك طالب الألمان في الدوقيتين الانفصال عن الدنمارك.
- فانتهز بسمارك هذه الفرصة لتوسيع رقعة بروسيا بضم الدوقتين لبروسيا.
- وللحصول على هاتين الدوقيتين تغاضى بسمارك عن عداوته للنمسا وتحالف معها ضد الدانمرك، فأذعنت الأخيرة وتنازلت عن الدوقيتين، واتفقت الدولتان على حكم الدوقيتين حكماً مشتركاً.
- وكان بسمارك يطمع في الانفراد بالدوقيتين، ولهذا الغرض أعلن الحرب على النمسا سنة 1866 بعد أن اتفق مع مملكة بيدمنت لتساعده في الحرب مقابل إعطائها البندقية.
- وكذلك اتفق مع نابليون الثالث ملك فرنسا على أن تتخذ فرنسا موقف الحياد، وفي المقابل يسمح لها بسمارك بتوسيع حدودها نحو الشرق على حساب الولايات الجنوبية في ألمانيا.
- انتصر بسمارك على النمسا وصار الطريق مفتوحاً أمامه إلى فينا.
- لكنه رفض جرح كبرياء النمسويين، إضافة إلى أنه يريد حيادهم في حربة القادمة التي يخطط لها ضد فرنسا .
- وكل ما كان يريده بسمارك هو إنهاء التبعية للنمسا.
- فلما تحققت له انسحب بجيشه، واندمجت معه هانوفر وهس وناسو وفرنكفورت، إضافة إلى شلزويج وهو لشتاين.
- لم يكن الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث سعيداً بالتفوق البروسي الذي تحقق بعد الانتصار البروسي على النمسا، وأبدى الإمبراطور قلقاً إزاء هذا الوضع، لكنه لم يُدخل التحديثات والاستعدادات اللازمة على جيشه لمواجهة الواقع الجديد .
وفي المقابل كان الجيش البروسي قد بلغ تفوقاً كبيراً على صعيد الرجال والعتاد.