"تي جي كوم 24" الإيطالي: سماح «بايدن» لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي يُمهِّد لحرب نووية حقيقية - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

"تي جي كوم 24" الإيطالي: سماح «بايدن» لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي يُمهِّد لحرب نووية حقيقية

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - لقد غيَّرت روسيا عقيدتَها النوويَّة. لقد اعتدنا الآن على التهديدات بالحرب النووية التي يطلقها الكرملين، ولكن تلك التهديدات التي تأتي بمناسبة مرور ألف يوم على الحرب في أوكرانيا تبدو أكثر رُعبًا. فهل هناك خطر حقيقي من أن تردَّ موسكو بالأسلحة النووية على الصواريخ بعيدة المدى التي تطلق من كييف على الأراضي الروسية؟ لنَبدأ بالقول إنَّ الاتِّحاد يُخطِّط لاستخدام الرؤوس الحربية النووية ردًّا على تهديد وجودي. الأمر كلُّه يتعلَّق بتحديد ما يعنيه التهديد الوجودي بالنسبة للروس.

وعلى الورق، لا تتَّبع الولايات المتَّحدة وروسيا ما يُسمَّى بمبدأ "عدم الاستخدام الأول"، الذي تحترمه الصين فقط. بعبارة أخرى: موسكو وواشنطن، على عكس بكين، لا تنتظران أن يطلق الخصم قنبلته الذرية ليرُدَّ بالسِّلاح نفسه. وهذا يعني أن بإمكانهم شن هجوم نووي في أي وقت إذا شعروا بالهجوم. وفي الحالة الرُّوسية، هناك درجات مختلفة من التهديد، وكما نعلم، هناك أنواع مختلفة من الأسلحة الذرِّية. ويجب استخدام الرؤوس الحربية التكتيكية، الأقل قوَّة من الرؤوس الاستراتيجية، في حالة تعرُّض الأراضي الوطنية للهجوم. ومن المعروف الآن أنَّ روسيا تَعتبر أيضًا الأراضي الأوكرانية التي احتلَّتها وضمَّتها من جانب واحد خلال الصِّراع أراضٍ وطنية: "دونييتسك" و"لوغانسك" و"خيرسون" و"زابوريجيا" وشبه جزيرة القرم.

لقد أثارت الحرب في أوكرانيا، المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، أخطر مواجهة بين روسيا والغرب الذي تقوده الولايات المتحدة منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، من جديد التهديدات بشن حرب نووية مدمرة في إطار صراع القوى العظمى على حساب الدويلات أو شبه الدويلات. 

وفي الأشهر الستَّة الماضية فقط، أجرت موسكو مناورات عسكرية تتضمَّن أسلحة نووية تكتيكية مع بيلاروسيا، وفي خطوة غير مسبوقة.  كما سحَبت روسيا توقيعها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في عام 2023، وقال نائب وزير الخارجية «سيرغي ريابكوف» إنَّ البلادَ "مستعدَّة تمامًا" لاستئناف التجارب إذا لَزِمَ الأمر. ومن الناحية العملية، تعمل روسيا على تطبيع خطاب نووي خطير للغاية يتكوَّن من تهديدات وتغييرات في العقيدة.

الوثيقة التي تحمل عنوان "المبادئ الأساسية لسياسة الدولة للاتحاد الروسي" بشأن الرَّدع النووي لها تاريخ آخر تحديث هو عام 2020. وقد جرى تحديد أربعة شروط بموجبها ستستخدم موسكو الأسلحة النووية: تلقِّي بيانات حول هجوم صاروخي باليستي قادم؛ استخدام الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل الأخرى ضدَّ روسيا أو حلفائها؛ والهجمات على البِنية التحتية للقيادة والسيطرة والاتصالات النووية الروسية؛ هجمات ضدَّ روسيا بأسلحة تقليدية تُهدِّد "وجود" الدولة الروسية.

ومع ذلك، فإنَّ صُنَّاع القرار في روسيا وأمريكا يدركون تمام الإدراك أنَّ الأسلحة النووية "تنهي" الحروب، ولا تبدأها. لأنَّ الخوف من نهاية العالم أقوى من إرادة تدمير الخصم. لأنَّه سيتم تدمير الجميع في نهاية المطاف، بما في ذلك المُهاجِم. هناك حرب باردة كاملة تُثبِت ذلك، ولكن من الواضح أنَّ الاضطرابات الجيوسياسية في السنوات الأخيرة أدَّت إلى تغييرات عميقة وتهديدات متزايدة للتوازن الدولي، ممَّا يُؤدِّي إلى صيغة الحرب العالمية المجزأة: روسيا تعتمد على أسلحتها النووية، ليس فقط عندما يصبح بقاء الدولة في خطر، بل وأيضاً عندما تكون منخرِطة بالفعل في صراع تقليدي وتسعى إلى إرغام أو تخويف دولة أخرى لإخضاعها.