وشكَّلت السياسات الحمائية، التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق «دونالد ترامب» خلال ولايته، محورًا رئيسيًا في النقاشات. وقد شدَّد المجتمعون على ضرورة مواجهة ما وصفوه بـ"النهج العدائي في فرض الرُّسوم الجمركية"، مؤكِّدين على أهمية التفاوض متعدِّد الأطراف كأداة أساسية في تنظيم التجارة العالمية.
خلاف حول إصلاح الأمم المتحدة
رغم التوافق في معظم القضايا، إلَّا أنَّ النِّقاش حول إصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن حال دون صدور بيان مشترَك. ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد طالبت كل من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا بالحصول على مقاعد دائمة في مجلس الأمن الدولي، وهو ما لم يلقَ توافقًا بين جميع الأطراف.
قلق من تفكك النظام الاقتصادي العالمي
في ختام الاجتماع، أعرب وزير الخارجية البرازيلي ورئيس الدورة الحالية للمجموعة، «ماورو فييرا»، عن "قلق بالغ إزاء مؤشِّرات تفكُّك النِّظام الاقتصادي العالمي وتراجع التعدُّدية". وفي سياق مشابه، نَدَّد «فييرا» بالإجراءات الأحادية، في إشارة ضمنية إلى سياسات «ترامب» التجارية، قائلًا إنَّ "الوزراء عبَّروا عن انزعاجهم من تصاعد الإجراءات الحمائية الأحادية الجائرة، بما فيها الزيادات غير المبرَّرة في الرُّسوم الجمركية والتدابير غير الجمركية، والتي تتعارض مع قواعد منظَّمة التجارة العالمية".
انتقادات صينية للولايات المتحدة
بدوره، أدان وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» السياسات الأميركية، داعيًا إلى مزيد من التعاون بين دول "البريكس" من أجل تحقيق مكاسب اقتصادية متبادَلة، لا سيما في دول "الجنوب العالمي". وقال «وانغ»: "إذا اخترنا الصَّمت والتساهل، فإنَّ ذلك سيُشجِّع المتنمرين على التمادي في سلوكهم".
موقف موحد من القضية الفلسطينية
في ما يخص القضية الفلسطينية، عبَّر وزراء خارجية "البريكس" عن رفضهم لاستخدام المعايير المزدوَجة، ودعوا إلى تسوية النزاعات بوسائل سلمية. كما طالبوا بدعم السلطة الفلسطينية في سبيل تحقيق استقلال دولة فلسطينية ذات سيادة، على أساس حل الدولتين. وأدان المجتمعون عمليات التهجير القسري للفلسطينيين والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، مؤكِّدين على أنَّ هذه الإجراءات تنتهك القانون الدولي.
أوكرانيا والعمل الدبلوماسي
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، أعرب وزراء "البريكس" عن أملهم في استمرار المفاوضات، داعين إلى حل دبلوماسي ينهي الحرب الدائرة هناك.
موقف حذر من العملة الموحدة
وحول إمكانية إنشاء عملة موحِّدة لدول "البريكس"، أوضح وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف»، في مقابلة مع صحيفة "أو غلوبو" البرازيلية، عشيّة القمَّة، أنَّ الفكرة لا تزال في مراحلها المُبكِّرة ولن تُنفَّذ إلَّا عندما تصبح الظروف مُهيَّأة. لكنَّه أكد، في المقابل، على أنَّ دول "البريكس" – إضافة إلى العديد من دول الجنوب – تتَّجه بوتيرة متزايدة إلى تقليل اعتمادها على العُملات الغربية في التبادلات التجارية، مفضِّلة استخدام عملاتها الوطنية.