هذا التحذير جاء متوافقًا مع نداءات أطلقتها منظمات عديدة منذ سنوات، من بينها:
-
"نقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا" (AMSI)
-
"الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية" (UMEM)
"إيسك نيوز" (AISC NEWS)، الوكالة الإعلامية العالمية "إعلام بلا حدود".
"متحدون للوحدة" و "كوماي" (Uniti per Unire وCO-MAI)، وهي حركات دولية تُعنى بالتكامل الصحي والاجتماعي.
يتحدث باسم هذه الهيئات البروفيسور «فؤاد عودة»، الطبيب والصحفي الدولي، رئيس "أمسي" ومدير "إيسك نيوز"، وأستاذ بجامعة تور فيرجاتا، وعضو مجلس OMCeO في روما.
التفاوتات الصحية: أكبر من مجرد مشكلة طبية
يشير البروفيسور «عودة» إلى أن التقارير والبيانات، بما فيها تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024، تؤكد ما حذرت منه هذه الهيئات على مدى عقدين:
"مكان الولادة والوضع الاجتماعي والجنس والأصل العرقي ما تزال عوامل حاسمة في تحديد من يحصل على الرعاية ومن يُحرم منها."
في عالم رقمي يضم أكثر من 7 مليار إنسان، لا يزال 3.8 مليار منهم محرومين من التغطية الصحية والضمان الاجتماعي، وهو ما يعد أزمة إنسانية متواصلة، كما يصفها البروفيسور عودة.
الأزمات المرتبطة بهروب الكوادر الصحية
تواجه النظم الصحية في البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل تحديات ضخمة، أبرزها هجرة الأطباء والممرضين إلى أوروبا وأمريكا. ويحذر عودة من أن هذه الظاهرة تُضعف الأنظمة الهشة، وتُفاقم الفجوة في الرعاية.
وقد خاضت AMSI وUMEM وUniti per Unire معارك متواصلة لدعم العاملين الصحيين محليًا، من خلال النداءات الدولية، والترويج للاستثمارات البنيوية في البنى التحتية الصحية.
تغير المناخ والفقر: عوامل تضاعف التفاوتات الصحية
يشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أن تغير المناخ قد يدفع 135 مليون شخص نحو الفقر المدقع خلال السنوات الخمس المقبلة، مما يزيد من صعوبة الحصول على الرعاية الصحية.
يدعو «عودة» إلى تحالف عالمي يُدمج بين محاور متعددة:
-
مكافحة الفقر
-
التصدي لتغير المناخ
-
تعزيز أنظمة الرعاية الصحية
-
الاستثمار في التعليم والبنية التحتية
-
محاربة التمييز واللامساواة
العدالة الصحية: حلم لم يتحقق بعد
رغم بعض التقدم في توسيع التغطية الصحية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرقمية، لا تزال الفجوات عميقة. تؤكد الدراسات التي أجرتها المنظمات المذكورة أن هذه النجاحات محصورة في بيئات محددة، ولا تشمل الجميع، خصوصًا سكان الريف والدول الفقيرة.
تُظهر البيانات:
-
أن %60 من سكان إفريقيا جنوب الصحراء لا يحصلون على خدمات صحية أساسية.
-
أن %55 من السكان في بعض الدول لا يمكنهم شراء الأدوية الأساسية.
-
أن %70 من الموارد الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتركز في المدن، تاركة المناطق الريفية مهمشة.
مقترحات عملية من AMSI وUMEM وAISC NEWS وUniti per Unire وCO-MAI:
-
إنشاء صندوق صحي دولي لدعم الأنظمة الصحية في الدول منخفضة الدخل.
-
اتفاقيات تعاون صحي بين أوروبا والدول الأفريقية والعربية.
-
برامج تدريب وتبادل جامعي للعاملين الصحيين المحليين.
-
حوافز لبقاء الكوادر الصحية في دولهم الأصلية.
-
مكافحة التمييز العرقي والجندري في أنظمة الرعاية الصحية.
-
إنشاء مرصد دولي دائم لقياس آثار التفاوتات الصحية.
يؤكد عودة: "يجب أن نتعامل مع الصحة كحق أساسي، لا كترف. نحن بحاجة إلى مؤسسات تتحمل مسؤولياتها وتعمل من أجل عالم أكثر عدالة واستقرارًا صحيًا."
نتائج تقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2024: إنجازات وتحديات
-
1.4 مليار شخص يعيشون في ظروف صحية أفضل.
-
637 مليون شخص استفادوا من خدمات الطوارئ والمراقبة الصحية.
-
70 مليون شخص حصلوا على خدمات الصحة النفسية.
-
15 ألف عامل صحي تدربوا على التعامل مع قضايا اللاجئين والمهاجرين.
-
2 مليار شخص أصبح لديهم سجل صحي رقمي.
-
تطعيم 500 ألف طفل ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.
لكن...
-
تغطية منظمة الصحة العالمية لا تزال تصل إلى 53% فقط من احتياجاتها التمويلية.
-
الأمراض الجديدة مثل إنفلونزا الطيور H5N1 تشكل تهديدًا مستمرًا.
-
تحديات مثل السمنة والإدمان على الكحول تهدد بتقويض التقدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق