الإيطالية نيوز، الخميس 22 مايو 2025 – شهد حي "كورْفيتّو" في مدينة ميلانو حادثًا مأساويًا جديدًا يُعيد إلى الأذهان ظروف وفاة الشاب المصري «رامي الجَمل»، البالغ من العمر 19 عامًا، الذي قضى نحبه في نوفمبر الماضي إثر حادثة دراجة نارية خلال مطاردة مع قوات الدرك. أما المأساة هذه المرة وقعت فجر يوم أمس الخميس، إذ لقي شاب، ثمرة زواج مختلط (مصري مغربي)، يبلغ من العمر 21 عامًا مصرعه بعد أن فقد السيطرة على درّاجته النارية واصطدم بعمود إشارة مرورية، خلال محاولته الفرار من دورية للشرطة، ما أسفر عن وفاته لاحقًا في المستشفى.
الضحية، وهو جار وصديق طفولة «رامي»، كان يقود درّاجة من طراز "تي ماكس"، الطراز نفسه الذي كان يقوده «رامي» عند وفاته، من دون أن يحمل رخصة قيادة، وعلى متن دراجة جرى تعديلها بشكل غير قانوني: عند رؤيته دورية شرطة في شوارع المدينة الخالية ليلًا، شعر بالخوف من التعرُّض للتوقيف، فانطلق بسرعة كبيرة محاولًا الهروب، إلا أنه فقد السيطرة على المركبة واصطدم بعنف بعمود إشارة، ليلقى حتفه.
تجمَّع أقارب وأصدقاء الشاب المتوفى في مستشفى "أومانيتاس" في مدينة "روتسانو" في (الضواحي الجنوبية لميلانو) لإلقاء نظرة الوداع، ما تسبَّب في توتُّر استدعى تدخُّل قوَّات الأمن. إلَّا أنَّ الموقف انتهى من دون تسجيل إصابات أو أضرار، بينما خَيَّم الحَزَن على الحضور بسبب الفاجعة التي أودت بحياة شاب أخر بطريقة مأساوية وغير مفهومة.
تفاصيل الحادثة
الضحية يُدعى «محمود محمد»، وهو من سكّان منطقة "ابريمباتي" (برغامو)، لكنَّه كان يقيم فعليًا في شارع "مومبياني" بحي "كورفيتّو"، وهو الحي نفسه الذي شهد احتجاجات سابقة بعد وفاة «رامي الجمل»، قبل أن تُبرَّأ السلطات الأمنية من ارتكاب أي مخالفات خلال تلك المطاردة.
وحسب تحقيقات أوَّلية أجرتها الشرطة المحلية، فإنَّ دورية الشرطة لم تحتك فعليًا بالدراجة، بل أنَّ الشاب تصرَّف بطريقة منفردة. فقد وقع التقاطع بينه وبين دورية الشرطة في الساعة الثالثة والربع فجرًا تقريبًا، في شارع "فيالي أورتليس"، حيث مرّا من اتِّجاهين متعاكسين. وعندما انعطف الشاب إلى شارع "كاسَّانو ضاضا"، لحقته الدورية نتيجة تصرُّفه المثير للشكوك. وعلى الفور، بدأ «محمود» بتسريع الدرَّاجة، لكنَّه بعد وقت قصير وعند تقاطع مع شارع "ماركو داغراتي"، فقدَ السيطرة واصطدم بالإشارة المرورية.
وأكَّدت كاميرات مراقبة تعود إلى أحد المحلَّات القريبة هذه الرواية، بحيث أظهر الفيديو أنَّ الحادثة وقعت من دون أي تدخُّل من الشرطة، التي وصلت إلى مكان الحادثة بعد أكثر من 15 ثانية، من دون استخدام صافرات الإنذار أو الأضواء التحذيرية.
تحقيقات وتبعات
تولَّت التحقيقات النيابة العامَّة في ميلانو، ممثَّلة في المدعية المناوبة «جورجا فيلّا»، التي أمرت بحجز الدراجة النارية والاستماع إلى عناصر الامن المتورِّطين، ومن المحتمَل أن تفتح تحقيقًا ضد مجهول بتهمة القتل غير العمد، إضافة إلى إصدار أمر بتشريح الجثة.
وأوضحت الشرطة أنَّ ما تَردَّد بداية عن وقوع شجارات في قسم الطوارئ بالمستشفى غير دقيق، مؤكِّدةً أن عائلة الشاب وأصدقاءه حضروا في المكان في محاولة لرؤية جثمان الفقيد وتوديعه، وأنَّ التجمُّع جرى من دون عنف أو مواجهات.
وقد حضر أيضًا إلى الموقع عناصر من كتيبة الدرك في إقليم لومبارديا، بينما نظَّم أصدقاء الشاب في حي "كورفيتُّو" وقفة تأبينية في أحد المنتزَّهات العامة، وزّعوا خلالها الشاي وصور الفقيد، وسط أجواء من الحزن، ومن دون تسجيل حوادث توتُّر.
الضحية، الذي وُلد في ليبيا لأب مصري وأم مغربية، سيتم نقله ليوارى الثرى في المغرب، حسب ما أفادت به أسرته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق