قضية اختطاف تهز العلاقات الفرنسية الجزائرية
القضية التي تتولَّاها السلطات القضائية الفرنسية، أخذت منحى تصعيديًا في الأسابيع الأخيرة، مع بروز مؤشرات على وجود صلة مباشرة بين بعض الدوائر الرسمية الجزائرية واختطاف المعارض الذي اشتهر بانتقاداته اللاذعة للنظام العسكري الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصًا عبر قناته على يوتيوب.
وفقًا لتحقيقات "لوموند"، فإن الدبلوماسي الجزائري المشتبه به قد يكون قد استغل موقعه الدبلوماسي لتنسيق العملية، مما أثار صدمة لدى السلطات الفرنسية وأعاد الجدل حول استخدام الجزائر لبعثاتها الدبلوماسية في مراقبة أو قمع المعارضين في الخارج.
تصعيد متبادل وطرد دبلوماسيين
الحادثة تأتي في سياق توتر دبلوماسي حاد بين باريس والجزائر، فقبل يومين فقط، في 11 مايو، تم رفض دخول دبلوماسيَين فرنسيَين إلى الجزائر، قدّمتهم الجزائر على أنهم موظفون بوزارة الداخلية الفرنسية، وذلك في ردّ واضح على قرارات سابقة متبادلة بطرد 24 دبلوماسيًا وقنصليًا من كلا الجانبين في أبريل الماضي.
خلفيات الأزمة الأوسع
الخلاف بين باريس والجزائر يمتد إلى ملفات عميقة، منها:
-
قضية الصحراء الغربية، حيث تختلف مواقف البلدين.
-
الملف الأمني والهجرة، الذي يشهد توترات متكررة.
-
احتجاز الكاتب الفرنسي الجزائري "بوعلام صنصال" في الجزائر، والذي لا يزال يثير موجات من الانتقاد الحقوقي والدبلوماسي.
إدانة متوقعة ومطالب بالتحقيق الشامل
تُتوقع ردود فعل حازمة من المجتمع الحقوقي والسياسي الفرنسي في الأيام المقبلة، خاصة إذا ما تأكدت تورط جهات رسمية في عملية الاختطاف داخل الأراضي الفرنسية، وهو ما سيشكل سابقة خطيرة في العلاقات بين دولتين تربطهما شبكة معقدة من المصالح والماضي الاستعماري الثقيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق