وتخلف «ساليس» في المنصب «بيتشوكّي»، الذي تولّى مسؤولية تسيير شؤون المدينة مؤقتًا خلال الأشهر الماضية، بعد انتخاب العمدة السابق «ماركو بوتشي» رئيسًا لإقليم "ليغوريا".
رياضية أولمبية تتحول إلى قيادة المدينة
وتبلغ «ساليس» من العمر 39 عامًا، وهي رياضية سابقة ومسؤولة رياضية بارزة، وتشغل منذ عام 2021 منصب نائب رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية (CONI). وقد برزت في رياضة رمي المطرقة، حيث أحرزت 10 ألقاب وطنية وشاركت في دورتين أولمبيتين، في بكين 2008 ولندن 2012. أنهت مسيرتها الرياضية عام 2016 بسبب الإصابة، لتبدأ مشوارها الإداري في المجال الرياضي، أولًا ضمن فريق "فيامّي أتسوري" التابع لشرطة السجون، ثم في الاتحاد الإيطالي لألعاب القوى، وأخيرًا في اللجنة الأولمبية الوطنية.
دخول الحياة السياسية بلا خبرة سابقة
لم يسبق لِـ «ساليس» أن شغلت مناصب إدارية أو سياسية، غير أنها عُرفت بكونها شخصية طموحة وذات حضور قوي. وصرّحت في تصريحات إعلامية سابقة بأنها قررت الترشح عندما شعرت بأن عليها أن "تفوز لاستعادة جنوى من قبضة اليمين"، وأضافت: "جنوى تستحق الأفضل، والفوز سيكون تحريرًا لها".
وتشير العديد من التقارير الإعلامية إلى علاقتها القوية بوالدها أوجينيو ساليس، الذي كان حارسًا تاريخيًا لمنشأة "فيلا جنتيلي" الرياضية وعضوًا في الحزب الشيوعي الإيطالي.
رؤية حديثة لجنوى مستوحاة من برلين
في مقابلة حديثة مع صحيفة "لاستامبا"، عبّرت «ساليس» عن إعجابها بمدينة برلين، ووصفتها بأنها مدينة ذات "حراك حضري" مميز تفتقده جنوة حاليًا، حيث أن متوسط أعمار سكانها منخفض، وهي مدينة دولية وجاذبة. وأكدت أن بإمكان جنوة أن تجتذب الشباب من خلال مشاريع ثقافية جريئة.
وأضافت أن المدينة يجب أن تستثمر في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة، الطاقة، إدارة البيانات، ومعالجة المواد الحديثة.
برنامج انتخابي يركّز على العمل والخدمات والجامعة
وضعت ساليس ضمن أولويات برنامجها الانتخابي تعزيز فرص العمل، إعادة هيكلة خدمات الرعاية، توسيع الفضاءات الثقافية، وتعزيز الجامعة. كما صرّحت قبل أيام لصحيفة "إل سيكولو XIX" أن أول قرار ستتخذه بصفتها عمدة هو منح سلطات أوسع للمجالس البلدية الفرعية، لتتمكن من التأثير بشكل مباشر وفعّال على نوعية الحياة في أحياء المدينة.
تحول سياسي لافت في المدينة
وتُعدّ هذه النتيجة تحولًا سياسيًا كبيرًا في جنوة، التي شهدت في السنوات الأخيرة تنافسًا حادًا بين اليمين واليسار. ويرى مراقبون أن فوز «ساليس» قد يكون بداية لمرحلة جديدة من التحالفات السياسية الواسعة في ليغوريا وربما على مستوى وطني.
وتلقت «ساليس» التهاني من قادة اليسار، وبينهم الوزير السابق «أندريا أورلاندو» الذي علّق قائلًا: "جنوة اختارت الوحدة والمشروع السياسي الواضح. وقد عاقبت الغرور الذي أبداه اليمين. هذا الفوز يمنح الأمل لبداية جديدة في ليغوريا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق