إيطاليا: صِراعٌ بيئيٌّ محتدم بين "إيميليا-رومانيا" و"توسكانا" بسبب مشروع لطاقة الرِّياح - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأحد، 4 مايو 2025

إيطاليا: صِراعٌ بيئيٌّ محتدم بين "إيميليا-رومانيا" و"توسكانا" بسبب مشروع لطاقة الرِّياح

الإيطالية نيوز، الأحد 4 مايو 2025 - اندلعَ جدلُُ حادُُّ بين إقليمي "توسكانا" و"إيميليا-رومانيا" في إيطاليا بسبب مشروعٍ ضخمٍ لبناء محطَّةٍ لطاقة الرِّياح يُعرف باسم "باديا دِل فينتو" (Badia del Vento)، يُخطِّط لتشييده في بلدة "باديا تيدالدا" (Badia Tedalda) الواقعة ضمن إقليم "توسكانا". المشروع، الذي يتضمَّن إقامة سبعة توربينات هوائية بارتفاع 180 مترًا، أثار اعتراضات قوية من مسؤولي "إيميليا-رومانيا" وعدد من الجمعيات البيئية، التي اعتبرت الخطوة "تعدِّيًا غير مقبول" على التوازن البيئي وجمال الطبيعة في منطقة "فالماريكيا" (Valmarecchia)، التي تمتد بين الإقليمين.

وقد طالب رئيس إقليم "إيميليا-رومانيا"، «ميكيلي دي باسكالي» (Michele De Pascale)، بمراجعة موقع المشروع وتصميمه، مشيرًا إلى غياب إجراءات واضحة للتعويض أو التخفيف من الأثر البيئي. وجاءت هذه الدَّعوات في رسالةٍ وجَّهها إلى نظيره في "توسكانا"، «يوجينيو دجانِّي» (Eugenio Giani)، بالتزامن مع اعتراض رسمي من سلطات الآثار والمناظر الطبيعية وبلديات حدودية مثل "كاستلديلشي" و"بورغو باشي".


مخاوف بيئية وجيولوجية

تحالف منظَّمات بيئية تحت مظلَّة "ائتلاف تيس" — بينها الصندوق العالمي للطبيعة في "ريميني" و"فورلي"-"تشيزينا"، و"إيطاليا نوسترا" في "فالماريكيا" — أصدر بيانًا مشترَكًا حذَّر فيه من الأثر الكارثي للمشروع، الذي يتطلَّب إزالة الغابات، وتسوية القمم الجبلية، وحفر عميق، وبنية تحتية ضخمة تتضمَّن أطنانًا من الخرسانة المسلَّحة، في منطقة غير مستقرَّة جيولوجيًا وهيدرولوجيًا.


وأكّد البروفيسور «جان باتيستا فاي» (Gian Battista Vai)، الجيولوجي ومدير متحف جامعة "بولونيا" الجيولوجي سابقًا، على أنَّ المنطقة تُعدّ بين الأكثر عرضة للانهيارات الأرضية في إيطاليا، وأنَّ إقامة بنية تحتية ضخمة فيها قد يُفاقم هذه المخاطر. وانتقد «فاي» ما وصفه بـ"السباق الأعمى نحو مصادر الطاقة المتجدِّدة بأي ثمن"، مؤكِّدًا على أنَّ إيطاليا لا تسهم سوى بنسبة %0.71 في الانبعاثات العالمية، فيما تُضَخُّ مليارات اليوروهات من الحوافز في هذا القطاع وتُحمِّل تكاليفها على فواتير المواطنين.


ثغرات إجرائية وتكتم معلوماتي

لم تقتصر الاعتراضات على الجانب البيئي فقط، بل طالت أيضًا الشَّفافية الإجرائية. فقد أثار تأجيل تقييم الأثر البيئي للمشروع لمدَّة عام، بعد طلب رسمي من "توسكانا" لتجاوز الملاحظات السلبية عبر "إجراءات تعويضية"، شكوكًا واسعة. وأعربت بلدية "كاستلديلشي" وعدة جمعيات عن قلقها من اتفاق أُبرِم بين بلدية "باديا تيدالدا" والجهة المُطوِّرة، ينصُّ على منح الموافقات اللَّازمة مقابل تعويضات مالية، من دون انتظار نتائج الدراسات الفنية والبيئية اللَّازمة. كما أُخفيت نتائج دراسة الرِّياح، التي تُعدّ أساسية لتقييم جدوى المشروع، عن السكان.


دعم مشروط من "ليغامبيينتي"

في المقابل، دافعت "منظمة ليغامبيينتي" البيئية عن المشروع، واعتبرته خطوة ضرورية ضمن مسار التحول الطاقي. وصرَّح رؤساؤها بأنَّ مواجهة تغيُّر المناخ تتطلّب تحوُّلًا جذريًا في النظام الطاقي، رغم تأثير هذه التحوُّلات على المشهد الطبيعي. وأكَّدوا على أنَّ "جبال الأبِنِّينو" التوسكانية-الرومانية تعرَّضت أصلًا لدمار مناخي كبير"، ورفضوا وقف مشاريع الرِّياح عندما تكون مدروسةً ومتمركزةً في مناطق ذات طاقة رياح كافية.


ودعت المنظمة إلى حوارٍ عاجل بين الإقليمين لتحديد مسار واضح للتحوُّل الطاقي في منطقة تزداد هشاشتها بفعل الأحداث المناخية القصوى.