وأوضح الاتحاد، في بيان رسمي، أن القرار يأتي ضمن سياسة جديدة صارمة تتعلق بـ"الجنس، والعمر، والوزن"، تهدف إلى "ضمان سلامة جميع المشاركين وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الذكور والإناث"، وذلك في إطار تشديد القواعد الطبية والرياضية بعد سلسلة من الحوادث المثيرة للجدل، أبرزها الجدل المحيط بخليف خلال الأولمبياد.
استبعاد من بطولة أوروبية مرتقبة
بموجب السياسة الجديدة، ستُمنع «خليف» من المشاركة في بطولة Eindhoven Box Cup المقررة في هولندا من 5 إلى 10 يونيو، إلى جانب استبعادها من جميع بطولات World Boxing، حتى استكمال اختبارات تحديد الجنس. وجاء في البيان:
"السياسة الجديدة ما زالت في مراحلها النهائية، وقد وضِعت من قبل لجنة طبية ومكافحة منشطات، بالتشاور مع خبراء دوليين وممثلين عن رياضات أخرى، واستنادًا إلى بيانات علمية ومصادر متعددة".
وكانت «إيمان خليف» قد توجت بالميدالية الذهبية في أولمبياد باريس 2024، إلا أن فوزها رافقه جدل واسع بعد انسحاب «أنجيلا كاريني» من النزال احتجاجًا على ما وُصف حينها بـ"عدم وضوح الهوية البيولوجية للخصم".
World Boxing will introduce mandatory sex testing, to determine the eligibility of male and female athletes that want to take part in its competitions.
For full story, click here: https://t.co/L9nn6wxEdj #TimeForWorldBoxing pic.twitter.com/66OhsWiEbp
تداعيات وتفاعلات
وأثار القرار موجة من الانقسام في الأوساط الرياضية، بين من يرى في الإجراء "ضروريًا لضمان عدالة المنافسة"، ومن يعتبره "تمييزًا يمس كرامة الرياضيات"، خاصة في غياب آلية شفافة للتعامل مع قضايا الهوية الجندرية ضمن المنافسات الدولية.
قرار استبعاد إيمان خليف
في سياق تفعيل السياسة الجديدة، أبلغ الاتحاد العالمي للملاكمة الاتحاد الجزائري للملاكمة رسميًا، يوم 30 مايو 2025،
وأوضح الاتحاد أن هذا القرار جاء استنادًا إلى "ظروف خاصة أحاطت ببعض المشاركين في أولمبياد باريس 2024"، ويهدف إلى "حماية الصحة النفسية والجسدية لجميع المشاركين، بمن فيهم خليف، في ضوء ردود الفعل التي أُثيرت مؤخرًا حول مشاركتها المحتملة."
من جهتها، لم تصدر الاتحادية الجزائرية للملاكمة أي بيان رسمي بشأن قرار الاتحاد الدولي، غير أن "الاتحاد العالمي للملاكمة" أكد أنها أبلغ رسميًا، يوم 30 مايو 2025، نظيره الجزائري رسميًا ببأنه لن يُسمح للملاكمة الجزائرية إيمان خليف بالمشاركة في بطولة Eindhoven Box Cup المقررة من 5 إلى 10 يونيو، أو أي منافسة دولية أخرى، إلا بعد خضوعها لاختبار تحديد الجنس.
اختبار جيني لتحديد الجنس
بموجب هذه السياسة، سيُطلب من جميع الرياضيين فوق سن 18 عامًا الخضوع لاختبار PCR (تفاعل البوليميراز المتسلسل)، للكشف عن الجين SRY المرتبط بوجود الكروموسوم Y، الذي يُعد مؤشرًا بيولوجيًا على الجنس الذكري عند الولادة. وسيُسمح بالمشاركة في الفئة النسائية فقط للرياضيات اللاتي يثبت أنهن يمتلكن تركيبة كروموسومية XX، أو لا تظهر نتائجهن وجود المادة الوراثية المرتبطة بالكروموسوم Y.
الرياضيون الذين يُثبت امتلاكهم للكروموسوم Y أو من لديهم اختلاف في التطور الجنسي (DSD) مع وجود مظاهر هرمونية ذكورية، سيكونون مؤهلين فقط للمنافسة في الفئة الرجالية. أما من لديهم DSD دون وجود هذه المظاهر، فقد يظلون مؤهلين للمشاركة في الفئة النسائية بعد تقييمات طبية متخصصة.
آليات التنفيذ والعقوبات
ووفقًا للوائح، فإن الاتحادات الوطنية ستكون مسؤولة عن إجراء الاختبارات وتقديم شهادات تحديد الجنس الوراثي عند تسجيل الرياضيين للمشاركة. عدم تقديم شهادة صحيحة أو تقديم شهادة مزورة سيؤدي إلى استبعاد الرياضي من المنافسة، بالإضافة إلى عقوبات محتملة ضد اللاعب والاتحاد الوطني التابع له.
وفي حال كشفت نتائج الاختبارات الأولية وجود كروموسوم Y لدى رياضيات يرغبن في المشاركة في فئة الإناث، فسيُحال الملف إلى أطباء مختصين لإجراء تقييمات إضافية تشمل تحليل الهرمونات، والفحص التشريحي، والتحاليل الغددية.
كما سيحتفظ الاتحاد بحق إعادة اختبار العينات القديمة أو الحديثة، وسيتاح للرياضيين الحق في الاستئناف، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والطبي لمن يتلقون نتائج "غير مواتية".
خلفية مؤسسية
تجدر الإشارة إلى أن "الاتحاد العالمي للملاكمة" تأسس في أبريل 2023 استجابة لقلق متزايد بشأن مستقبل الملاكمة في إطار الحركة الأولمبية، وعُقد أول اجتماع رسمي له مع اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) في مايو 2024. وفي فبراير 2025، حصل على الاعتراف المؤقت كاتحاد دولي رسمي لرياضة الملاكمة ضمن الألعاب الأولمبية، وفي مارس 2025، أُعلن رسميًا أن الملاكمة ستظل ضمن برنامج أولمبياد لوس أنجلوس 2028.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق