أرقام كارثية ومعاناة إنسانية بلا حدود
منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس 2025، بعد هدنة قصيرة، قُتل ما يقرب من 4,000 فلسطيني وأُصيب أكثر من 10,500 أخرين، في سياق حرب تُوصف بالأعنف منذ بدء الحرب. ومنذ أكتوبر 2023، تجاوز عدد القتلى 53,900 شخص، فيما تجاوز عدد الجرحى 122,500، أغلبيتهم من المدنيين، وبينهم آلاف الأطفال والنساء وكبار السِّن.
ويوجد بين القصص المؤلمة، ما حدث لعائلة الطبيبة «علاء النجار»، التي فقدت ثمانية من أطفالها في غارة جوية استهدفت منزلها، ونجا طفل واحد فقط من العائلة. زوجها، وهو طبيب أيضًا، أُصيب بجروح خطيرة. هذه المأساة تكرَّرت في مئات العائلات، في مشهد يومي يغلب عليه الدَّمار والدموع.
انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية
بحسب ما ورد في الرسالة، فإنَّ %94 من مستشفيات قطاع غزة باتت خارجة عن الخدمة كليًا أو جزئيًا عن الخدمة، ما يجعل من الصَّعب تقديم أي نوع من الرعاية الصحية، حتَّى في الحالات الطارئة. وسُجِّلت حالات وفيات متزايدة بسبب الجوع وسوء التغذية، بالأخص بين حديثي الولادة والأطفال، بحيث توفي مئات الأطفال بسبب نقص الغذاء والرعاية الطبية.
في الساعات الأخيرة فقط، سجَّلت مستشفيات القطاع 79 وفاة و211 جريحًا، رغم أن هذه الأرقام لا تشمل المناطق الشمالية من القطاع، التي يصعب الوصول إليها.
كارثة في أوساط العاملين في الصحة والإعلام
أشار الدكتور «عودة» إلى استشهاد أكثر من 1,100 من الكوادر الصحية منذ بدء الحرب غير المتكافئة، فيما فَقَد %74 منهم على الأقل إثنين من أقاربهم المباشرين. كما يوجد أكثر من 17,000 يتيم و52,000 امرأة حامل في أوضاع خطيرة، من دون إمكانية للحصول على رعاية مناسبة.
وفي قطاع الإعلام، استُشهد أكثر من 220 صحفيًا منذ أكتوبر 2023، من بينهم الصحفي «حسن أبو وردة»، في مؤشِّر مقلق على خطورة الوضع على حرية الصحافة.
نداء للتحرُّك الإيطالي والأوروبي
دعا البروفيسور «عودة» الحكومة الإيطالية إلى اتِّخاذ موقف واضح ومحايد يدعم السَّلام وحق الشَّعبين في الحياة، مؤكِّدًا على أنَّ الصَّمت أو المواقف الملتبسة لم تعد مقبولة أمام هذه المجازر.
وشدد على ضرورة:
-
فتح ممرَّات إنسانية وصحية فورية
-
إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة
-
رفع عدد الشاحنات اليومية إلى 700 على الأقل لتلبية الحاجات الأساسية
-
دعم الإعلام المهني وغير المنحاز لتكريس ثقافة السلام
كما أثنى على تضامن الشعب الإيطالي مع ضحايا الحرب، ورفضه المتزايد لكل أشكال معاداة السامية والإسلاموفوبيا.
نحو تحالف إنساني عالمي
من خلال هذه الرِّسالة، وبإسم "أمسي" و"أُميم" و "كوماي وحركة "متحدين للوحدة"، دعا عودة إلى تشكيل جبهة إنسانية عالمية تشمل المجتمعات المدنية، الشباب، والمهنيين الصحيين في فلسطين، إسرائيل، وجميع أنحاء العالم، للتصدِّي للحرب والدَّعوة إلى السَّلام والحوار.
وقال:
"لا نريد أن نرى أطفالًا يتشاجرون على وعاء من الأرز أو الفاصوليا... عام 2025 يجب أن يكون عام الإنسانية، لا عام الجوع كسلاح حرب."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق