كانت «آنا»، وهي طالبة في معهد الملاحة البحرية ومن سكَّان منطقة "مالكونتنتا"، بمحافظة "تريفيزو"، قد أنهت يومَها الأوَّل في تجربة عمل على متن القارب، حيث بدا أنَّ كل شيء سار على ما يرام حتَّى لحظة رسو المركب في مرسى "سانتيلينا".
سقوط مأساوي وتدخُّل عاجل
وفقًا للمعلومات الأوَّلية، يُعتقد أن «آنّا» قد عَلِقت بحبل أثناء محاولتها النزول من القارب، فيما تسببَّت الرياح العاتية باضطراب الأمواج، ما أدَّى إلى سقوطها في المياه واحتجازها أسفل القارب حيث علقت في مروحة الدفع.
رغم محاولات الإنقاذ السَّريعة، التي بدأها قائد الطاقم بإلقاء نفسه في الماء، لم تُفلح إلا تدخُّلات غوَّاص محترف من فرقة الإطفاء، والذي تمكَّن من قطع الحبل في ثوانٍ معدودة، لينتشل جسد الفتاة ويسلمه للطاقم الطبي.
وبالرغم من استجابة قلبها للحظات لمحاولات الإنعاش، فإنَّ الأطباء لم يتمكَّنوا من إنقاذ حياتها، ليعلنوا وفاتها بعد وقت قصير من الحادثة.
حلم تحول إلى مأساة
كانت «آنَّا» شغوفة بعالم الملاحة منذ صغرها، وقد استيقظت صباح الحادثة بحماسة كبيرة لخوض أوَّل تجربة مهنية لها على متن قارب سياحي فعلي، آملةً في الحصول على فرصة عمل خلال الموسم الصيفي.
رافقت طاقم القارب منذ ساعات الصباح، وقد أمضت اليوم في العمل مع مجموعة من السياح، بلغ عددهم نحو 15 شخصًا، كانوا شهودًا على الحادثة الأليمة عند المرسى.
التحقيقات جارية
فور وقوع الحادثة، حضرت إلى المكان فرق الطوارئ، من ضمنها وحدات من الدفاع المدني، غوَّاصون من فيتشنزا، فريق من الإسعاف الطارئ (SUEM)، إضافة إلى عناصر من خفر السواحل، الشرطة المحلية وقوات الدرك (الكارابينييري).
وقد باشرت السُّلطات المختصَّة تحقيقاتها لتحديد ملابسات الحادثة بدقَّة. وجرى الاستماع إلى إفادات طاقم القارب والمجموعة السياحية التي استأجرت "الكاتاماران"، والذين طُلب منهم البقاء في المرسى تحت تصرُّف المحققين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق