وبحسب ما ذكرته شرطة الدولة الإيطالية، كانت الفتاة قد تقدَّمت قبل أيام بشكاية رسمية ضدّ والديها، متهمة إياهما بممارسة العنف الأسري بحقها، مما دفع السلطات إلى تفعيل إجراءات "الرمز الأحمر" التي تُطبَّق في حالات الطوارئ المتعلِّقة بالعنف المنزلي، بحيث جرى نقل الفتاة إلى مركز حماية خاص لضمان سلامتها.
وقرَّرت الفتاة الإبلاغ عن والديها بعد سنوات من المعاملة القاسية التي تعرَّضت لها داخل المنزل، حيث فرض عليها والداها قيودًا صارمة شملت تفاصيل حياتها اليومية، من طريقة التصرُّف إلى نوعية الملابس التي يُسمح لها بارتدائها. وكانت أي مخالفة لهذه القواعد، حتَى وإن كانت بسيطة كعدم ترتيب غرض ما أو لقاء صديقة، تؤدِّي إلى ردود فعل عنيفة من قبل الأسرة.
وبعد بلوغها سنَّ الرُّشد، حاولت الفتاة الابتعاد عن منزل العائلة، إلَّا أنَّ والدها منعها من ذلك بالقوة. وفي الحادث الأخير الذي أدَّى إلى اعتقاله، تتبَّع الأب إبنته أثناء لقائها بصديقين في وسط المدينة، وقام باقتيادها بالقوة، متعدِّيًا بالضرب على الشابين اللذين حاولا الدِّفاع عنها.
وأطلقت السُّلطات الأمنية عمليات بحث مكثَّفة، أسفرت بعد ساعات قليلة عن العثور على الفتاة في منزل والديها، حيث أكَّد المحقِّقون على أنَّ والدها أعادها إلى المنزل بالقوة وهدَّدها بإرسالها إلى المغرب في حال رفضت الانصياع لأوامره بقطع علاقتها بأصدقائها.
ولا تزال التحقيقات جارية، فيما وُضع المتَّهم رهن الاحتجاز، وسط مطالب بتشديد الإجراءات لحماية ضحايا العنف الأسري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق