في مؤتمر صحفي عاصف، لم يتردد رئيس "الاتحاد الدولي للملاكمة" (IBA) الحالي، «عمر كريمليف»، في اتهام اللجنة الأولمبية الدولية بالسماح بمشاركة «خليف»، رغم أن الاتحاد سبق أن استبعدها بعد فشلها مرتين في اجتياز اختبارات الأهلية الطبية. ووفقا له، فإن فوزها بالذهب لا ينبغي أن يُعترف به من الأساس.
إيمان خليف: جدل من الحلبة إلى المنصة
بدأت الشكوك تحوم حول الملاكمة الجزائرية منذ عام 2022، حين تصاعدت أصوات من داخل الحلبة تشكك في أهليتها، ما دفع الاتحاد الدولي لإجراء فحوصات دم لعدد من الملاكمين، بينهم خليف. النتائج، بحسب «كريمليف»، أظهرت "مؤشرات غير طبيعية".
ورغم عدم امتلاك سابقة مماثلة، قررت المنظمة إعادة الفحوصات بعد أشهر، لتأتي النتائج مطابقة: «خليف» غير مؤهلة للمنافسة وفقا لمعايير الاتحاد.
الصدمة الكبرى لـ "الاتحاد الدولي للملاكمة" جاءت عندما قررت اللجنة الأولمبية الدولية تجاهل هذه التقارير، وسمحت بخوض «خليف» المنافسات في أولمبياد باريس. ولم تتوقف المفاجأة هنا، بل أحرزت الذهبية، وهو ما اعتبره «كريمليف» "قرارا يجب التراجع عنه". وقال: "كل رياضية تأثرت بسبب هذه المشاركة تستحق تعويضا ماليا"، في إشارة إلى اللاعبات اللواتي خسرن أمام «خليف» خلال البطولة.
معركة مفتوحة بين الهيئات الرياضية
تصريحات «كريمليف» تأتي في سياق ما يبدو أنه صراع مؤسسي مفتوح بين الاتحاد الدولي للملاكمة واللجنة الأولمبية الدولية، وسط مخاوف من أن تتسبب هذه الفضيحة في زعزعة ثقة الجمهور في نزاهة المنافسات، لا سيما في الرياضات التي تعتمد على معايير بيولوجية دقيقة.
ومع استمرار الجدل، يبقى مصير ميدالية «إيمان خليف» معلقا، وسط ضغوط متزايدة قد تدفع اللجنة الأولمبية إلى إعادة فتح ملف القضية.
لم تقتصر تصريحات رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة على الملاكمة الجزائرية «إيمان خليف» فحسب، بل وجّه هجوما مباشرا إلى الرئيس السابق للجنة الأولمبية الدولية، «توماس باخ»، متهماً إياه بدفع أجندة أضعفت من سلطات الاتحادات الرياضية الدولية لصالح تعزيز هيمنة اللجنة الأولمبية. وقال «كريمليف» في كلمته: «ما يحدث ليس عدالة رياضية، بل تلاعب مؤسسي».
في المقابل، لم تُصدر اللجنة الأولمبية الدولية ولا خليف نفسها أي رد رسمي حتى الآن على هذه الاتهامات. وبينما لا تزال احتمالية سحب الميدالية الذهبية من «خليف» مطروحة، يبدو أن هذا الخلاف المؤسسي آخذ في التصعيد. حلبة السياسة في الرياضة الأولمبية بدأت للتو في الاشتعال، وقد تحمل الأيام المقبلة مزيداً من الفصول المثيرة في هذه القضية المعقدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق